اخبار المغرب

هل تتأثر الفاتورة الطاقية الصيفية بإقبال المغاربة على المكيفات الهوائية؟

صار إقبال المغاربة على التبريد عن طريق مكيفات الهواء يزداد كل صيف، بسبب الارتفاع في درجات الحرارة؛ وهو الأمر الذي أكدته الوكالة الدولية للطاقة “IEA”، في تقرير حديث لها بعنوان بـ”مرونة المناخ.. لأجل الانتقال الطاقي بالمغرب”، حيث قالت إن ارتفاع درجات الحرارة في المغرب أدى إلى زيادة أيام درجة التبريد (CDDs) بمعدل 3.5 في المائة سنويا على مدى العقدين الماضيين.

وبالمقابل، أشار التقرير ذاته إلى أن أيام درجة التدفئة (HDDs) بمعدل 2 في المائة سنويا منذ عام 2000، وقد تنتج عن ذلك زيادة ملحوظة في الطلب على الطاقة للتبريد”، مقدما نتيجة أنه يمكن أن “يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى إجهاد نظام الطاقة من خلال الرفع من دخول أجهزة التبريد إلى المغرب، من 9.3 في المائة في عام 2015 إلى ما يصل إلى 49 في المائة بحلول عام 2030”.

الخبير الطاقي أمين بنونة قال إن “الدخول إلى هذا الموضوع يستدعي معرفة بعض الحقائق؛ منها أنه يوجد بالمغرب اليوم حوالي 12 مليون عداد، ويوجد ضمنها بالنسبة للمنزلي ما يقرب 6 ملايين عداد، وبإضافة عدادات أخرى سيكون لدينا 7 ملايين مشترك”، مضيفا: “لو أن كل مشترك يشغل مكيفا من صنف مستهلك للطاقة سيستهلك تقريبا كل مشترك 1 كيلواط، وبما أن لدينا 7 ملايين مستهلك فذلك يعني استهلاك 7 ملايين كيلواط، أي 7 جيكاواط”.

بنونة أضاف بأن الحد الأقصى الذي طُلب من الشبكة الكهربائية المغربية في يوم ما من شهر يوليوز 2022، يجمع الاستهلاك المنزلي والفلاحة والصناعة، إلخ، كان هو 7200 مليون كيلواط”، موضحا أنه “إذا كان المغاربة جميعا يشغلون مكيفا في يوم واحد فقط، فسيصلُون إلى هذا الحد الأقصى؛ لكن هناك حقائق يجبُ التذكير بها، وهو أن ليس كل المغاربة لديهم مكيف وحتى الذين يتوفرون عليه لا يشغلونه إلا في حالات نادرة بسبب كلفته المرتفعة في الفاتورة”.

وذكر الخبير الطاقي بأن نسبة الاستهلاك المنزلي في المتوسط السنوي هي 1000 كيلواطساعة لكل مشترك؛ وهو ما يعادل 90 كيلواطساعة بالنسبة للعائلات التي تتوفر فقط على مصباح وتلفاز”، مسجلا أن “ارتفاع نسبة استهلاك الكهرباء في المغرب بين 1995 و2015 لا يرجع إلى متوسط الاستهلاك الفردي لكل مغربي، بل إلى العدد الإجمالي للمغاربة الذين يستهلكون الكهرباء، والذي ارتفع بعد أن توفرت الشبكة الكهربائية والبنية التحتية في العديد من المناطق التي لم تكن فيها سابقا”.

من جهته، قال الخبير الطاقي محمد بوحميدي إن “لا أحد ينكر الإقبال على المكيفات للتبريد الذي صار يزداد صيفا بعد صيف في السنوات الأخيرة مع ما نسجله في ارتفع درجة الحرارة”، مسجلا أن “هذا الإقبال الكثيف من شأنه أن يستنزف الشبكة الكهربائية، لأن الأمر اقترب أن يصبح شبه عام في العديد من المدن التي تعرف ارتفاعا شديدا في درجة الحرارة كمراكش والراشيدية وغيرهما. ولهذا، تجب العودة إلى الطاقات المتجددة والمستدامة في التبريد باعتبارها هي المستقبل”.

وشدد بوحميدي على “أننا تمكنا من صناعة بدائل تخلق تبريدا من الشمس، وهذا ما يجب أن يفكر فيه جميع المغاربة”، مضيفا أن “صناعة المكيفات ارتفعت وتيرتها وأثمنتها صارت في متناول الطبقة المتوسطة، وكان توزيع الشبكة في شقق السكن الاقتصادي يتم بشكل لا يراعي آلات تستهلك الطاقة مثل المكيف.. لذلك، كانت هذه الفضاءات السكنية تعرف إكراهات في انقطاع الكهرباء في الصيف، باعتباره الفترة التي يتم فيها استهلاك أكبر نسبة من الكهرباء في السنة”.

وأفاد الخبير الطاقي بأنه “يجب أن نراعي هذه التحولات في سوق الطاقة، وخصوصا أن الإقبال على المكيفات لم يعد من الكماليات. لذلك، من الأفضل أن يتم تشغيل المكيف باعتماد الطاقة الشمسية”، مضيفا أن “الانتقال الطاقي لا بد أن يجعلنا نفكر في تحفيز البدائل غير المُستهلكة للطاقة وأن نحول إنتاج الطاقة للبدائل النظيفة والمتجددة والمستدامة، نظرا لكونها هي المستقبل الذي من شأنه أن يدعم هذه السيرورة التي يتجه فيها المغرب لتخفيض الكلفة الطاقية”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *