هل بدأ خطاب “الكراهية والعنصرية” ضد المهاجرين الأفارقة يتفشى بالمغرب؟
أعادت نتائج استطلاع رأي أنجزته العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمركز المغربي للمواطنة حول هجرة الأفارقة من دول جنوب الصحراء نحو المغرب، (أعادت) قضية تفشي خطاب العنصرية والكراهية في صفوف فئات واسعة من المغاربة إلى الواجهة.
وكشفت نتائج هذا الاستطلاع عن معطيات وصفت بـ “الصادمة”، سيما من قبل الفئة الشابة، إذ أعرب 87% من الشباب المشاركين في الاستطلاع عن تأييدهم لمنع ولوج المهاجرين الأفارقة لأرض الوطن وتعزيز المقاربة الحدودية.
وبحسب الهيئتين، فإن الاستطلاع أنجز خلال الفترة الممتدة ما بين 16 فبراير و3 مارس الجاري، والتي شملت 3158 مشاركا، ضمت، فضلا عن عدد من الأسئلة تحاول إجراء قياس كمي لمؤشر درجة التسامح والتعصب لدى مجتمع معين اتجاه المهاجرين، (ضمت) بحثا تحليليا لأزيد من 1900 تعليق، تم حذف 500 منها نظرا لمحتواه المتطرف.
وكشفت نتائج استطلاع الرأي الذي أنجزته العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمركز المغربي للمواطنة، أن 55% من المشاركين رفضوا أن يصبح المغرب بلد استقبال للمهاجرين، في الوقت الذي أبدى فيه 37% قبوله بشروط.
ويرى 71% من الشباب المشاركين في الاستطلاع أن المهاجرين يساهمون في ارتفاع نسبة البطالة، و68% من عامة المشاركين يقولون أن عدد المهاجرين بالمغرب مرتفع 68%، و70% يذهبون للقول أن المهاجرون لا يساهمون في الاقتصاد المغربي، و86% يعتبرون أن ارتفاع عدد المهاجرين في المغرب ستشكل إشكالية لدى المغاربة مستقبلا.
ورغم أن هاته النتائج التي قد تبدو سلبية للغاية، إلا أن 45% من المستجوبين أعربوا عن اعتقادهم بأن المهاجرين لا يعانون من العنصرية، وإن كان كذلك 47 % صرحوا عن رفضهم بأن يكون المهاجرون جيرانا لهم.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، عادل تشيكيطو، نتائج الاستطلاع مؤشرا على أن هناك خطر تفشي خطاب العنصرية داخل المجتمع المغربي، خاصة وأن الأغلبية التي كانت آراؤها متطرفة كانت من فئة الشباب أقل من 30 سنة.
وأوضح تشيكيطو، في تصريح لجريدة “العمق”، أن هذه النتائج وإن كانت لا تمثل إلا أصحابها، فهي مؤشر على أن مستقبل التسامح ونبذ الكراهية والعنف وكل أشكال الميز العنصري داخل المجتمع المغربي في خطر، مشددا على ضرورة لفت الانتباه إليها واعتبارها منبها حسيا والتفاعل معها بشكل جدي.
وقال إن الفترة الاخيرة عرفت انتشار رسائل خطيرة جدا من طرف بعض الشباب المغربي، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن السياقات المختلفة التي أدت إلى تفشي هذا النوع من الخطاب، فهو يدل على أن شباب اليوم يتبنى خطاب “الحقد والكراهية والميز العنصري”.
في المقابل قال رئيس العصبة إن مبررات الشباب غير معقولة وغير مبنية على معطيات واقعية، خصوصا أن بعض مطالب الشباب غير حقوقية وغير منطقية من قبيل دعوة الناس إلى عدم الزواج بالأفارقة، وعدم كراء المنازل لهؤلاء المهاجرين، فضلا عن تفاعلهم مع إشاعة مفادها ان الأفارقة سيستعمرون المغرب ويخرجون ذوي البشرة البيضاء منه.
وحول ربط حملة مناهضة الأفارقة بالمغرب بما يحدث بتونس، قال الفاعل الحقوقي إن ما يحدث بالمغرب ليس امتدادا لما حدث بتونس، مشيرا إلى أن هناك فرق بين البلدين، إذ إن الرئيس التونسي أعطى شرعية لما يتعرض له الأفارقة بهذا البلد، بل إن موضوع الكراهية امتد في هذا البلد إلى المواطنين التونسيين من ذوي البشرة السوداء، وفق تعبيره.
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد صرح بأن الأفارقة هم “السبب” في جانب كبير من مشاكل تونس، متهما إياهم بـ“أفرقنة” تونس وإبعادها عن “عروبتها”، وفق تعبيره.
ودعا إلى اتخاذ “اجراءات عاجلة” لوضع حد وبسرعة لظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء على تونس.
المصدر: العمق المغربي