هذه تفاصيل سبعة أيام من البحث عن غريق بنهر أم الربيع بخنيفرة

تتواصل عمليات البحث عن الطفل الذي غرق في نهر أم الربيع بمدينة خنيفرة لليوم السابع على التوالي، وسط تضاؤل الآمال في العثور عليه، ومعاناة كبيرة تعيشها أسرته التي لم تستسلم بعد، ولا تزال تنتظر لحظة انتشاله ليحظى بمراسم الدفن، وفي خطوة جديدة لدعم جهود البحث، دخل درون الدرك الملكي على الخط، في محاولة لتوسيع نطاق عمليات التمشيط ورصد أي أثر قد يساعد فرق الإنقاذ في تحديد موقع جثة الطفل.
تفاصيل الحادث.. لحظة مأساوية غيرت مسار البحث
وقعت الحادثة المأساوية قبل أسبوع، عندما كان الطفل، البالغ من العمر 12 عامًا، يلعب مع أحد أصدقائه بالقرب من القنطرة القديمة على ضفاف نهر أم الربيع، وبينما كان يلهو غير آبه بالخطر، انزلقت قدماه فجأة، ليسقط في المياه العميقة التي جرفته بعيدا بفعل قوة التيارات المائية، وعلى الرغم من المحاولات الأولية لإنقاذه، إلا أن سرعة التيار وقوة الجريان حالت دون ذلك، لتبدأ رحلة بحث شاقة لم تتوقف حتى الآن.
تحديات البحث.. تيارات مائية قوية وإمكانيات محدودة
منذ الساعات الأولى للحادث، تجندت فرق الوقاية المدنية للقيام بعمليات الغوص والتمشيط في محيط القنطرة القديمة، حيث غرق الطفل، إلا أن قوة التيارات المائية وارتفاع منسوب المياه الناتج عن التساقطات المطرية الأخيرة، جعلا البحث أكثر صعوبة وتعقيدا ، مما جعل عائلة الطفل وسكان المنطقة يعبرون عن استيائهم، مطالبين بتدخل سريع أكثر نجاعة.
استياء شعبي ودعوات لتحسين وسائل الإنقاذ
وأثارت هذه الواقعة استنكارا واسعا في أوساط المجتمع المدني بمدينة خنيفرة، حيث انتقدت فعاليات محلية تأخر عمليات البحث وضعف التجهيزات المتاحة لفرق الوقاية المدنية، و شدد عدد من النشطاء الحقوقيين على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية مستقبلية، مثل وضع لافتات تحذيرية في المناطق الخطرة، وإنشاء حواجز أمان على ضفاف الأنهار، وتنظيم حملات توعية موجهة للأطفال والأسر حول مخاطر السباحة أو اللعب بالقرب من مجاري المياه العميقة.
الأم تناشد.. “بغيت ولدي نغسلو وندفنو”
وسط هذه التطورات، لا تزال والدة الطفل الغريق تعيش على أمل العثور على جثة ابنها، لتنهي انتظارا قاسيا طال أكثر من أسبوع. وفي تصريح مؤثر، قالت الأم بدموع الحسرة: “الله يجازيكم بخير، بغيت ولدي تجبدوه ليا نغسلو وندفنو. لي عطاه الله أعطاه، ولكن ديروا مجهودكم باش تلقاوه”، كلمات تختزل حجم الألم الذي تعيشه هذه العائلة، والتي لم تفقد فقط طفلها، بل فقدت الأب أيضا قبل عامين في حادث مأساوي داخل ورشة عمل.
زيارة عامل الإقليم.. تضامن رسمي وتعزية لأسرة الطفل
في خطوة لطمأنة الأسرة ودعم جهود الإنقاذ، قام عامل إقليم خنيفرة محمدعادل إيهوران بزيارة إلى موقع الحادث، حيث التقى بأسرة الطفل الغريق بجانب النهر ، وقدم لهم كلمات المواساة، مؤكدا أن السلطات المحلية والوقاية المدنية تواصل جهودها حتى العثور عليه، وقد خلفت الزيارة ارتياحا نسبيا في أوساط العائلة وسكان المنطقة.
إرهاق وجهود جبارة لفرق الوقاية المدنية في البحث عن الطفل الغريق
تواصل فرق الوقاية المدنية بخنيفرة عملها الدؤوب منذ سبعة أيام دون توقف، وسط ظروف طبيعية صعبة واستنزاف بدني ونفسي شديد لعناصرها، فعمليات البحث المستمرة في مياه نهر أم الربيع، التي تتسم بقوة التيارات وارتفاع منسوب المياه، جعلت الغواصين يواجهون تحديات قاسية، تتطلب مجهودا مضاعفا وصبرا كبيرا ، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لم تتراجع الفرق عن أداء واجبها، بل تواصل البحث حاليا في ” سد الحنصالي ” الذي يتواجد بين واومنة وزاوية الشيخ ، مع الاستعانة بفرقة الضفادع البشرية التابعة للوقاية المدنية، وهي وحدة متخصصة في عمليات الغوص والإنقاذ في المياه العميقة.
“درون الدرك الملكي”.. تعزيزات جوية في مهمة البحث
أمام استمرار البحث ، ومع تصاعد الضغط الشعبي والإعلامي، تمت الاستعانة بطائرة الدرون التابعة للدرك الملكي، والتي دخلت على خط عمليات البحث بهدف تسريع عملية تحديد موقع الجثة،وتعد هذه الخطوة تطورا هاما في جهود البحث، حيث يمكن للدرون أن توفر رؤية شاملة من الجو، وتساعد على رصد أي تحركات أو مؤشرات تدل على وجود الطفل في مناطق يصعب الوصول إليها بالغواصين أو فرق الإنقاذ.
المصدر: العمق المغربي