هذه أخطار التعاطي العشوائي للمكملات الغذائية على السلامة الصحية للإنسان
في وقت يقصد المرضى المستشفيات العمومية والمصحات والعيادات الخاصة بهدف الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة على أيدي أطباء وأخصائيين في المجال، من أجل ضبط مدى حاجتهم للتدخلات الجراحية أو المتابعات العلاجية بالأدوية المناسبة، يلجأ آخرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل البحث عن بعض أنواع المكملات الغذائية، لعل شراءها وتناولها يغنيهم عن سلك طريق الطبّ والصيدلة لتجاوز مشاكلهم الصحية.
وفي هذا الإطار، تُثار بين الفينة والأخرى نقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول المكملات الغذائية، خاصة ما يتعلق بماهيتها وأنواعها، وطرق ترويجها وبيعها، وفوائدها الوقائية، ومضاعفاتها المحتملة، وفعاليتها الصحية، وقدرتها العلاجية، وقيمتها الغذائية، والمخاطر المحدقة بمن يقتنيها من خارج الصيدليات، وطبيعة المشاكل الصحية التي قد يعاني منها من يتناولها دون استشارة طبية…
دواعي المكملات الغذائية
ليلى بلهادي بنسامي، أخصائية في التغذية والسكري وأمراض الغدد، قالت إن “المكملات الغذائية هي مواد تهدف إلى دعم النظام الغذائي لبعض الحالات الخاصة، كالمرأة المرضع، أو الطفل الصغير، أو المسنين الذين يعانون من الضعف أو فقدان الشهية… وذلك حين يتبين أن النظام الغذائي لن يوّفر لهم حاجياتهم كاملة”.
وأضافت الأخصائية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المكملات الغذائية توصف أيضا في بعض الوضعيات البيئية، كالسكن في مناطق أو دول تتميز بمناخ يتطلب تناول أنواع منها لتغطية النقص من بعض الفيتامينات أو غيرها مما يحتاجه القاطنون في تلك المناطق”.
كما أكدت ليلى بلهادي بنسامي أن “المكملات الغذائية من جهة ليست غذاءً، ومن جهة أخرى ليست أدوية لعلاج الأمراض”، موضحة أنها “تلعب دورا تكميليا لدعم النظام الغذائي ولا تعوّضه أبدًا، كما تعمل على دعم بعض العلاجات ولا تحلّ محّل الأدوية بأي شكل من الأشكال”.
أنواع المكملات الغذائية
أوضحت الأخصائية في التغذية أن “المكملات الغذائية تنقسم إلى مجموعة من الأنواع، من بينها الفيتامينات التي تحتاجها بعض الحالات، كالذين يعانون من نقص في فيتامين د مثلا، أو أولئك الذين يحتاجون لفيتامينات مصاحبة للأدوية الخاصة بتلف الأعصاب أو بعض الالتهابات التي تتطلب تناول مكملات لتخفيف الآلام…”.
وأشارت الطبيبة ذاتها إلى أنه “من بين أقسام المكملات الغذائية أيضا المعادن، كالكالسيوم والمغنيزيوم لتحسين الحالات الصحية، والحديد الذي تحتاجه المرأة الحامل أو من أجل الوقاية من فقر الدم، أو بعض النباتات التي تُصاحب أدوية علاج الروماتيزم ومشاكل الجهاز الهضمي، إضافة إلى الأحماض الأمينية، أو البروبيوتيك والبريبيوتيك المرتبطين بالبكتيريا الحية التي يجب أن تتوفر في الجهاز الهضمي”.
وأكدت ليلى بلهادي بنسامي أن “العديد من الناس لا يحتاجون للمكملات الغذائية لأنهم يحصلون على حاجتهم كاملة من وجباتهم الغذائية اليومية، لكن هناك وضعيات في حاجة إلى هذه المكملات، كالمرأة الحامل أو المرضع، أو الأشخاص المسنين، أو بعض المرضى الذين خضعوا لبعض التدخلات الجراحية، أو بعض الحالات المرضية التي تعاني من فقر الدم أو نقص في أنواع من الفيتامينات”.
خطورة المكملات العشوائية
نبّهت الأخصائية في أمراض الغدد والسكري والتغذية إلى أن “تناول المكملات الغذائية بشكل عشوائي قد يتسبب في إصابة الشخص بالتسمم أو قد يجرّه إلى مشاكل صحية مختلفة، لأنه على سبيل المثال يُمنع على المرأة الحامل تناول فيتامين A لتفادي التشوهات الخلقية، كما يُمنع على عدد من الحالات المرضية تناول أنواع معينة من الفيتامينات أو المعادن”.
وقالت الطبيبة ذاتها إن “المكملات الغذائية مهمة، لكن تناولها يجب أن يكون مقننا ومضبوطا، لأن كل حالة في حاجة للاستشارة الطبية بشكل خاص، من أجل تحديد المكملات الغذائية المناسبة لها، بناءً على نوع الحالة ومشاكلها الصحية، وطبيعة المرض وتاريخ بدايته، ونوع الأدوية التي يتناولها المريض؛ وبالتالي لا يمكن بتاتا اللجوء إلى الأنترنيت لاقتناء المكملات الغذائية وتناولها بعشوائية”.
وشددت بنسامي على أنه “كيف ما كان المكمل الغذائي إذا لم يخضع للإجراءات المحددة من طرف وزارة الصحة، ولم يمرّ عبر مسار المراقبة من طرف المصالح الصحية المسؤولة، فلا ينبغي بالمرّة تناوله، خاصة إذا تعلّق الأمر بأدوية أو مكملات غذائية تباع بشكل عشوائي وخارج الصيدليات، لأن تساؤلات كثيرة تطرح حول مكوّناتها ومصادرها ومسارها وظروف تخزينها، والجهة التي يمكن متابعتها إذا تسببت في مضاعفات صحية خطيرة”.
المصدر: هسبريس