هجوم كاسح وأرقام قياسية.. هل وجد الركراكي التوليفة المثالية قبل “كان المغرب”؟
حقق المنتخب المغربي فوزا كاسحا ومبهرا أمام منتخب ليسوتو بسباعية نظيفة، لحساب الجولة السادسة والأخيرة من منافسات المجموعة الثانية، في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا “المغرب 2025″، حيث أنهى أسود الأطلس تصفيات كأس أفريقيا في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة، برصيد 18 نقطة من 6 انتصارات، رغم أنهم خاضوا التصفيات “شكلية” فقط، باعتبارهم متأهلين سلفًا ببطاقة البلد المنظم، ليُرافقهم منتخب الغابون عن نفس المجموعة.
وفرض كتيبة الركراكي سيطرة مطلقة على جميع المنافسين في المجموعة الثانية، حيث فازت بجميع مبارياتها في التصفيات مما سمح له بحصد العلامة الكاملة بهجوم كاسح بعد تسجيل 26 هدفا، ليكون بذلك أعلى رقم في تصفيات كأس إفريقيا، ويوجه أسود الأطلس إنذارا شديد اللهجة لباقي منتخبات القارة بشأن جاهزيتهم للمحفل القاري المقرر في المغرب نهاية السنة المقبلة.
ونجح المنتخب المغربي في تجاوز خيبة كأس إفريقيا الماضية بالخروج من الدور ثمن النهائي على يد جنوب إفريقيا، حيث لعب 10 مباريات من بينها 8 ضمن تصفيات كأس العالم 2026 وتصفيات أمم إفريقيا 2025، فاز بها جميعا، مقابل تعثره في مباراة واحدة بعد التعادل بدون أهداف أمام موريتانيا في المباراة الودية التي احتضنها ملعب أدرار في شهر مارس الماضي، مسجلا 43 من إجمالي 15 مباراة خاضها ضمن مختلف المسابقات، بمعدل 2.86 هدف في المباراة الواحدة.
تطور أداء النخبة الوطنية
اعتبر المحلل الرياضي، عبد الفتاح مومن، أنه ليس من السهل أن يحقق المنتخب الوطني المغربي 6 انتصارات متتالية بغض النظر عن المنافسين فلطالما وجدنا، وفق تعبيره، صعوبات كبيرة في الفوز في فترة سابقة على منتخبات صغيرة، مذكرا بأن النخبة الوطنية تفوقت بصعوبة بالغة على ليسوتو ذهابا قبل أشهر قليلة بهدف دون رد سجل في اللحظات الأخيرة من اللقاء.
وأبرز مومن، في تصريح لجريدة “العمق”، أن مستوى المنتخب المغربي شهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة خاصة على المستوى الهجومي، داعيا لعدم التقليل من تسجيل 12 هدفا في ظرف 3 أيام، فضلا أن العناصر الوطنية نجحت في زيارة شباب مرمى الغابون في تسع مناسبات خلال مواجهتي الذهاب والإياب، رغم أن منتخب “الفهود” ليس من صغار القارة الإفريقية مقارنة بليسوثو، وفق تعبيره.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المنتخب المغربي كان يركن للدفاع عند تسجيل هدف أو هدفين للحفاظ على النتيجة غير أنه بات يبحث عن تسجيل أهداف أكثر في كل مباراة، مذكرا بأن النخبة الوطنية حققت 9 انتصارات خلال تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا وهو أمر ليس بالسهل، على حد قوله، مبرزا أن طريقة اللعب ستختلف حتما عند مواجهة منتخبات كبيرة في القارة الإفريقية.
جاهزية الأسود لكأس إفريقيا
أقر المحلل الرياضي، عبد الفتاح مومن، بأن الوقت لازال مبكرا للحكم على جاهزية المنتخب الوطني المغربي لنهائيات كأس إفريقيا المقبلة، على اعتبار تبقي أزيد من سنة المحفل القاري، مشيرا إلى أنه سيكون من “الحماقة” الجزم بهذا المعطى في الوقت الحالي، مضيفا أن ما يظهر جليا هو الجاهزية النفسية للاعبين المغاربة لهذه المسابقة المنتظرة في المملكة المغربية.
ولفت المحلل الرياضي ذاته أن المنتخب الوطني المغربي حقق مجموعة من المكتسبات من الناحية التقنية من خلال تحرر اللاعبين والخط الهجومي القوي والمتنوع، مشيرا في هذا الصدد إلى توفر وليد الركراكي على مجموعة من الخيارات في مختلف خطوط الملعب، من قبيل اسماعيل الصيباري، رغم الغيابات التي مازال يعاني منها بسبب الإصابات التي ضربت عددا من اللاعبين.
إلى ذلك، أكد عبد المومن أن الناخب الوطني، وليد الركراكي، وجد التوليفة المناسبة للمنتخب المغربي على مستوى الخط الهجومي، حيث بدأت، وفق تعبيره، تظهر ملامح التشكيلة الأساسية خاصة ابراهيم دياز عبد الصمد الزلزولي وسفيان رحيمي وأيوب الكعبي، فضلا عن إلياس بنصغير وعز الدين أوناحي وسفيان أمرابط في وسط الميدان.
وبخصوص الشق الدفاعي، أوضح المتحدث ذاته أن الركراكي استقر على مختلف مراكز الدفاع بالاعتماد على نصير مزراوي وأشرف حكيمي كظهيرين، باستثناء من سيرافق نايف أكرد في قلب الدفاع سواء الاستمرار بجمال حركاس أو انتظار جاهزية شادي رياض بعد عودته، داعيا لتوفير بدائل جاهزة للاعبين الأساسيين في حال غيابهم خاصة سفيان أمرابط وأشرف حكيمي ونصير مزراوي.
جدير بالذكر أن المنتخب المغربي حافظ على سلسلة عدم الخسارة المستمرة منذ 10 أشهر، وتحديدا منذ الهزيمة أمام جنوب أفريقيا ضمن ثمن نهائي كأس أمم أفريقيا 2023، حيث خاض منتخب “أسود الأطلس” بعد ذلك 10 مباريات ضمن مختلف المسابقات، حقق خلالها 9 انتصارات بينما اكتفى بتعادل وحيد.
المصدر: العمق المغربي