هجمات ابن آوى تخلف مصابين قرب تازة
أصيب 8 أشخاص من دوار الركبة، التابع لجماعة كاف الغار بإقليم تازة، إصابات متفاوتة الخطورة إثر تعرضهم لهجوم ابن آوى، من بينهم مسننان تعرضا لجروح بليغة بعد أن هاجمهما الحيوان المفترس، الذي تطلق عليه الساكنة المحلية اسم الذئب، داخل منزلهما.
وأفادت مصادر محلية لهسبريس أن الضحايا، وجلهم من كبار السن، أخضعوا للإسعافات الضرورية بمستشفى مدينة تازة بعد أن تم إنقاذهم بأعجوبة من مخالب الحيوان المفترس بفضل مقاومتهم له أو تدخل أفراد من عائلاتهم، مبرزة أن الضحايا جميعهم تلقوا حقنا مضادة لعدوى داء الكلب تحسبا لاحتمال إصابة الحيوان المهاجم بالسعار.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن آخر حالة لهجوم هذا الحيوان المفترس على ساكنة المنطقة كانت الخميس، بعد أن باغت أسرة من الدوار المذكور بمنزلها قبل أن تدفعه إلى الهرب نحو الغابة المجاورة المعروفة بغابة جبل تيرانا.
عبد النبي المهري، وهو شاهد عيان من ساكنة دوار الركبة، قال في تصريح للجريدة إن سلسلة اعتداءات ما سماها بالذئاب على ساكنة دوار الركبة انطلقت منذ أسبوعين قبل أن تتوالى هجماتها، مشيرا إلى أن “هذه الحيوانات المفترسة تهاجم، لحسن الحظ، ضحاياها بشكل منفرد وليس على شكل قطيع”.
وأعرب المهري عن استغرابه من حدة عدوانية هذا الحيوان، الذي قال إنه لا يهاب الإنسان ويواجهه بشكل شرس، مبرزا أن حالة هجوم تم توثيقها من طرف كاميرا مراقبة أحد المقاهي تظهر انقضاضه بطريقة شرسة على ضحيته، الذي نجا منه بأعجوبة.
ولفت إلى أنه لم يتم من قبل تسجيل هجمات للذئاب أو غيرها من حيوانات الغابة على الأماكن المأهولة بالمنطقة، مرجحا أن تكون هذه الهجمات مرتبطة بنوعية الفصيلة الحيوانية المعنية، التي قال إنه تم توطينها في غابات المنطقة من طرف مصالح المياه والغابات، أو ناجمة عن ضعف المصادر المتاحة لها للغذاء. وأضاف أنها تبادر بالهجوم على ضحاياها والانقضاض عليهم.
ونقل شاهد العيان ذاته أن الخوف من هجوم هذه الحيوانات أضحى يقض مضجع الساكنة المحلية، مشيرا إلى أن الأسر باتت تمنع أطفالها من الخروج من المنازل، وتقوم بإغلاق أبواب بيوتها بإحكام خوفا من تسلل هذه الحيوانات الخطيرة إليها.
وأضاف أن الساكنة تضطر إلى حماية نفسها بتجنب التجوال ليلا أو الخروج من منازلها في الصباح الباكر، إلى جانب التسلح بالعصي للدفاع عن نفسها تحسبا لأي طارئ. وناشد الجهات المعنية بحماية الساكنة وضمان أمنها من خطر هجمات هذه الحيوانات المفترسة، التي قال إنه يمنع عليهم قتلها لكونها محمية قانونا.
إلى ذلك، أكد مصدر مطلع لهسبريس، فضل عدم الكشف عن هويته وصفته، أن صنف الحيوان، الذي هاجم الساكنة بدوار الركبة، ليس من فصيلة الذئاب، بل من ابن آوى، موردا أن السلطة المحلية ومصالح المياه والغابات، بتعاون مع المصالح البيطرية، بصدد البحث في أسباب عدوانية الحيوان المذكور تجاه الساكنة، حيث سيتم، وفقه، اتخاذ الإجراءات المطلوبة على ضوء النتائج المتوصل إليها.
ولفت المصدر ذاته إلى أن ابن أوى لا يشكل عادة أي خطر على الإنسان، مبرزا أنه من الحيوانات المحمية لكونه مهدد بالانقراض.
المصدر: هسبريس