هجمات إلكترونية متكررة تختبر حماية المواقع الإلكترونية للجامعات المغربية
تكرّرت خلال السنوات الأخيرة حالات اختراق منصات ومواقع الجامعات والكليات المغربية بشكل لافت، وكان آخرها تعرّض منصة الترشح لسلك الماستر التابعة لجامعة عبد المالك السعدي لاختراق إلكتروني في الـ4 من شتنبر الجاري، وفق ما أكدته المؤسسة في بلاغ.
وأكد البلاغ فتح تحقيق معمق لمعرفة المسؤولين عن هذا العمل الذي وصفته الجامعة بـ”الجريمة الإلكترونية التي يعاقب عليها القانون المغربي”، موضحة أنها قامت بـ”تحريك مسطرة المتابعة القانونية لمواجهة الجريمة التي تسعى إلى الإضرار بحقوق الطالبات والطلبة وتشويه سمعة الجامعة”.
وفي سؤال كتابي وجّهه النائب البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية رشيد حموني إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، نبّه إلى أن “تنامي هذه الظاهرة التي تمس بقاعدة بيانات الطلبة والطالبات، وغيرها من المعطيات الخاصة بهم، يجعل الحفاظ والحرص على الأمن الإلكتروني حاجة ماسة وذات أهمية قصوى”.
يوسف بنطالب، رئيس المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار، قال إن “ما يجب الوقوف عنده إثر هذه الهجمات الإلكترونية المتكررة على مواقع الجامعات والكليات المغربية هو الهشاشة التي تطبع هذه المواقع من ناحية الأمن السيبراني، رغم الإمكانيات المتوفرة لديها تقنياً وبشرياً لتوفّر الحماية اللازمة لها والمتعارف عليها دوليا”.
وأضاف بنطالب، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “في ظل التقدم الذي يشهده المغرب على الصعيدين الإفريقي والعالمي على المستوى الرقمي، وكل ما يتعلّق بحماية المعطيات الحساسة والبنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية، هناك انتظارات لخروج المراسيم التطبيقية للقانون 05. 20 المتعلّق بالأمن السيبراني، الذي من خلاله يجب ضم الجامعات إلى المؤسسات ذات الأهمية الحيوية لالتزام مواقعها الإلكترونية بالمعايير اللازمة للحماية”.
وبعد أن ذكّر بأنه لهذه الهجمات تداعيات سلبية على المنظومة الجامعية، دعا المتحدّث ذاته إلى “العمل على إستراتيجية وطنية علمية حقيقية خاصة بالأمن السيبراني للجامعات المغربية، تتماشى مع الدعوات الوزارية إلى الانتقال الرقمي واعتماد التكنولوجيات الحديثة في التعليم الجامعي”.
وعن المصادر المحتملة لهذه الهجمات الإلكترونية، قال يوسف بنطالب إنه “من الصعب تحديدها في غياب بحث تقني وجنائي”، مشيراً إلى أن هذه الهجمات “غالباً ما ترتبط بأحداث ومناسبات مختلفة تتعلق معظمها بالسياسية”.
وخلص رئيس المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار إلى أنه “من المحتمل أن تكون لاستهداف جامعة عبد المالك السعدي علاقة بالإصلاح الجامعي الجديد المبني على الرقمنة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كنوع من استعراض القوة التقنية أو اختبار مدى قدرة هذا الإصلاح على الصمود في وجه الهجمات الإلكترونية”، وفق تعبيره.
المصدر: هسبريس