وفر نيزك سقط في المغرب قبل سنوات أدلة غير مسبوقة على أن المياه السائلة كانت موجودة في كوكب المريخ قبل 4.45 مليارات عام، وذلك بعد تشكله بحوالي 100 مليون عام.
وقالت دراسة حديثة نشرتها مجلة “ساينس أدفانس” الأمريكية إن وجود أدلة مباشرة على وجود مياه في المريخ قبل ملايير السنين يعد أمرا مهما لفهم أصل المياه على الكواكب الصخرية، والظروف الأساسية للحياة.
وركز العلماء خلال دراستهم على جزيئات الزركون الموجودة في نيزك “الجمال الأسود”، وهو معدن معروف بثباته الكيميائي وقدرته على الحفاظ على الآثار الجيولوجية على مدى ملايير السنين، ويتكون من ركام متنوع من معادن المريخ.
ومن بين جزيئات الزركون التي تمت دراستها، حدد العلماء واحدة مميزة تظهر مؤشرات قوية على نموها في بيئة مائية حرارية على المريخ. بحيث أن هذا النيزك يمثل تجميعا لمواد سطحية تعرضت لصدمات عنيفة خلال تاريخ المريخ.
وأظهرت نتائج الدراسة وجود مناطق واضحة تحتوي على نسب مرتفعة من الحديد والألمنيوم والصوديوم، بالإضافة، ونسب قليلة من المغنتيت، وعند مقارنة هذه الخصائص بالزركون الأرضي، تشير إلى أنها تشكّلت في بيئة غنية بالسوائل المائية عند درجات حرارة مرتفعة.
وتدعم هذه النتائج، بحسب الدراسة، الفرضية القائلة بأن القشرة المبكرة للمريخ احتوت على أنظمة مائية حرارية نشطة. وهي أنظمة تشكلت نتيجة لتفاعل المياه مع الصخور الساخنة تحت سطح الكوكب، مما يخلق بيئات قد تكون مناسبة للحياة.
وتفتح هذه النتائج، بحسب الدراسة، آفاقا جديدة لفهم التاريخ الجيولوجي للمريخ واستكشاف إمكانية وجود حياة سابقة، كما يمثل جلب عينات من المريخ بداية حقبة جديدة في فهم تاريخ الكوكب.
المصدر: العمق المغربي
