اخبار المغرب

نهيلة.. شابة مغربية تكسر القيود وتقتحم عالم سياقة الشاحنات الثقيلة

تصوير ومونتاج: أشرف دقاق

في عالم يعتبر غالبا حكرا على الرجال، استطاعت نهيلة، البالغة من العمر 26 عاما، أن تتحدى الأعراف الاجتماعية والظروف الصعبة لتصبح واحدة من القلائل اللواتي امتهنَّ سياقة الشاحنات الثقيلة في المغرب.

وتروي ابنة سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة، في هذا الحوار مع جريدة “العمق”، قصتها التي تمتزج بين الإصرار والطموح والتحدي، وكيف استطاعت كسر الحواجز الاجتماعية التي كانت تقف في وجه المرأة المغربية في مجال النقل.

بدأت مسيرة نهيلة بالتحاقها بمعهد متخصص في النقل الطرقي واللوجستيك بمدينة بنجرير، حيث كانت تطمح لدراسة تدريب تعليم السياقة، لكن سرعان ما تغيرت أفكارها وطموحاتها بمجرد دخولها هذا المجال، وقررت الاتجاه نحو قيادة الشاحنات الثقيلة.

وبعد حصولها على الدبلوم، بدأت نهيلة في اجتياز تدريبات في عدة شركات بمدينتي الجديدة والدار البيضاء، حيث اكتسبت خبرة ميدانية، مؤكدة أن التعليم النظري في المعهد لا يعكس تماما الواقع الذي يواجهه السائقون على الطريق، مشددة على أهمية التدريبات العملية لفهم الجوانب التقنية والميكانيكية للشاحنة وكيفية التعامل مع المواقف الطارئة.

تقول نهيلة: “القيادة ليست مجرد الحصول على رخصة قيادة، بل تحتاج إلى تدريبات مكثفة لفهم الآليات والتعامل مع الأعطال. تعلمت كيفية تغيير عجلة الشاحنة بنفسي والتعامل مع أي أعطاب ميكانيكية قد تواجهني على الطريق”.

وفي طريقها نحو النجاح، تقول نهيلة إنها واجهت عقبات اجتماعية لم تكن سهلة. فقد تلقت تعليقات سلبية من بعض السائقين، لكنها بالمقابل وجدت دعما كبيرا من آخرين، وخاصة والدتها التي كانت أكبر مصدر قوة لها، واصفة ذلك بقولها: “أمي هي سندي وداعمي الأول. بفضلها وبدعواتها استطعت أن أحقق ما وصلت إليه.”

ورغم أن نهيلة تطمح اليوم إلى أن تصبح سائقة دولية، إلا أنها تدرك أن مستقبلها كسائقة قد يتغير في حال الزواج، قائلة إن التوفيق بين العمل في هذا المجال والحياة الزوجية أمر صعب، نظرا لطبيعة عملها التي تتطلب السفر والبُعد عن المنزل لفترات طويلة.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *