اخبار المغرب

نكسة في طيها تألق.. هذا رصيد الرياضة المغربية في عام 2024

لم تخل سنة 2024، التي نودعها بعد أيام قليلة، من الأحداث الرياضية البارزة على المستوى المحلي والقاري والدولي. تأرجحت فيها حصيلة الرياضة الوطنية بين النكسات والإخفاقات وبين التألق والإشعاع.

ولعل أبرز حدث ميز سنة 2024 جاء في آخر العام، وبالضبط في 11 دجنبر، حين صادق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بشكل رسمي على فوز الملف المغربي بتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال للمرة الأولى في تاريخه. فضلاً عن الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بالعاصمة الفرنسية باريس، بالظفر بالميدالية البرونزية. كما شهدت السنة التي نودعها بلوغ المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة ربع نهائي كأس العالم، في تكرار لإنجاز المونديال السابق، إضافة لتتويج البطل المغربي سفيان البقالي بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس.

بالمقابل، لم تخل هذه السنة من نكسات وإخفاقات للرياضة الوطنية، أبرزها الفشل القاري للمنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس إفريقيا التي نظمت بساحل العاج مطلع سنة 2024، بالإقصاء من ثمن النهائي على يد منتخب جنوب إفريقيا، فضلاً عن الفشل الأولمبي لمجمل الرياضات الأخرى في أولمبياد باريس.

فشل قاري لكتيبة الركراكي

استهلت الرياضة الوطنية سنة 2024 بنكسة كبيرة بعد فشل المنتخب الوطني المغربي في تحقيق نتائج إيجابية خلال منافسات كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في ساحل العاج، مغادرًا المنافسة من الباب الضيف بالإقصاء من ثمن النهائي على يد جنوب إفريقيا.

الإقصاء شكل ضربة قاسية لأحلام الجماهير المغربية التي آمنت كثيرًا بقدرات حكيمي وزملائه في التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخ بلادهم بعد عام 1976، خاصة بعد الظهور اللافت للمجموعة في مونديال قطر، الذي بوأهم المرتبة الرابعة عالميًا.

وفتح هذا الفشل القاري الباب أمام انتقادات المغاربة الذين حملوا المسؤولية للناخب الوطني، وليد الركراكي، مطالبين بإقالته من منصبه بعد فشله في الوفاء بوعده ببلوغ نصف نهائي المحفل القاري على الأقل. غير أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جددت الثقة في الناخب الوطني.

تألق كتيبة الدكيك

على النقيض من كتيبة الركراكي، واصل المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة بقيادة المدرب هشام الدكيك تألقه القاري والعالمي، حيث رسخ مكانته كأحد أبرز المنتخبات في الساحة العالمية والإفريقية. إذ قدم أسود الفوتسال أداءً استثنائيًا في مختلف المنافسات، مؤكداً ريادته في اللعبة على المستويين القاري والدولي.

وكرست كتيبة الدكيك زعامتها القارية بتتويج المنتخب المغربي للمرة الثالثة على التوالي ببطولة إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة بعد فوزه على أنغولا، في البطولة القارية التي احتضنها المغرب. قبل أن يواصل تألقه العالمي ببلوغ ربع نهائي كأس العالم الذي نظم بأوزبكستان قبل الإقصاء أمام المنتخب البرازيلي.

واختير المنتخب الوطني أخيرًا من طرف الموقع الإلكتروني المتخصص “Futsalplanet”، أفضل منتخب في العالم لسنة 2023، كما تم اختيار هشام الدكيك من طرف المنبر ذاته، أفضل مدرب في العالم في السنة الماضية بالنظر إلى النجاحات التي حققها مع الأسود.

وبفضل الإنجازات المتتالية، حقق المنتخب المغربي قفزة نوعية في التصنيف العالمي للفيفا لكرة القدم داخل القاعة، حيث أصبح يحتل المركز الثامن عالميًا، وهو أعلى تصنيف في تاريخ المنتخبات العربية والإفريقية في هذه اللعبة.

برونزية أولمبية تاريخية

حقق المنتخب المغربي الأولمبي إنجازًا تاريخيًا عقب تتويجه بالميدالية البرونزية، واحتلاله للمركز الثالث في منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس 2024، بعد فوزه على نظيره المصري بسداسية نظيفة.

وأصبحت الكتيبة المغربية بقيادة السكتيوي أول منتخب عربي يتوج بميدالية في تاريخ الألعاب الأولمبية حيث خاضت في الألعاب الأولمبية بفرنسا 6 مباريات فاز في 4 منها وخسر في 2 وسجل 15 هدفًا، وهو الرقم الأبرز في مشواره بالبطولة كونه ينافس على الأكثر تهديفًا مع المنتخبات الكبرى.

وحقق المنتخب الوطني المغربي عددًا من الأرقام القياسية والإنجازات التاريخية، حيث أصبح أول منتخب عربي عبر التاريخ يتوج بميدالية بمنافسات كرة القدم بالألعاب الأولمبية. كما أصبح المغرب رابع منتخب إفريقي يتوج بميدالية أولمبية بعد ذهبيتي نيجيريا والكاميرون وبرونزية غانا.

وتعتبر هذه الميدالية هي الميدالية الـ26 في تاريخ المغرب في الألعاب الأولمبية في جميع الرياضات، كما أنها أول ميدالية في رياضة جماعية في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية، علماً أن المنتخب المغربي هو أقوى هجوم في أولمبياد باريس برصيد 14 هدفًا.

البقالي ينقذ وجه المغرب بالأولمبياد

تمكن البطل سفيان البقالي من إنقاذ ماء وجه الرياضة المغربية، وذلك بمنحه الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، حيث توج البقالي بذهبية سباق 3000 متر.

وبهذا التتويج، بات البقالي أول رياضي مغربي يحقق ذهبيتين أولمبيتين في دورتين مختلفتين، كما أصبح أول عداء في تاريخ مسافة 3000 متر موانع يحرز ذهبيتين أولمبيتين بشكل متتالي منذ سنة 1936، وبات البقالي أيضًا ثاني عداء مغربي يتوج مرتين في الألعاب الأولمبية بعد مواطنه هشام الكروج، صاحب ذهبيتي سباقي 1500م و5000م في أولمبياد أثينا 2004.

كما حفظ البقالي بتتويجه بالتاج الأولمبي للمرة الثانية تواليًا، ماء وجه الرياضة المغربية بعد توالي الانتكاسات والإخفاقات في جل الأنواع الرياضية الأخرى باستثناء كرة القدم في الدورة الحالية، حيث لم يسبق لأي عداء النجاح في الدفاع عن لقبه بطلاً أولمبيًا في هذا السباق منذ 92 سنة.

إخفاق أولمبي وتألق بارالمبي

بصم الرياضيون المغاربة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 على مستوى هزيل في جل الرياضات، حيث شهدت مشاركة المغرب بالأولمبياد توالي الانتكاسات والإخفاقات، حيث أحرز المغرب في هذه الدورة ميداليتين، الأولى ذهبية والثانية برونزية، وهو ما جعل المملكة تحتل المرتبة التاسعة إفريقيا، والرابعة في شمال إفريقيا بعد الجزائر ومصر وتونس.

وشارك المغرب بـ60 رياضيًا يمثلون 19 نوعًا رياضيًا، وكانت الميدالية الذهبية من نصيب البطل سفيان البقالي، فيما كانت النحاسية من نصيب المنتخب الأولمبي لكرة القدم. بالمقابل، فشلت جميع الأنواع الرياضية الأخرى في الصعود إلى منصة التتويج.

وكرّس تواضع الرياضيين المغاربة والخروج الصاغر من أولمبياد باريس 2024 سلسلة النتائج المخيبة للآمال التي حققتها الرياضة المغربية، بعد فشلهم في التأهل إلى أدوار متقدمة في مختلف الرياضات، خصوصًا في الجودو وسلاح السيف والسباحة والتجديف والغولف وكانوي كاياك والتايكواندو وركوب الأمواج وغيرها.

بالمقابل، فقد تألق الرياضيون المغاربة في دورة الألعاب البارالمبية، حيث حصد الوفد المغربي المشارك في هذه الدورة 15 ميدالية، منها ثلاث ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات، الشيء الذي أنقذ ماء وجه الرياضة المغربية بعد المشاركة المخيبة للآمال في الألعاب الأولمبية الباريسية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *