نقيب “الشرفاء العلميين” يرد على الوهابي ويكشف حقيقة تحفيظ “حرم مولاي عبد السلام”
قدم نقيب “الشرفاء العلميين” بمولاي عبد السلام بن مشيش بإقليم العرائش، توضيحاته بخصوص الاتهامات التي وجهها له رئيس جماعة تازروت، حيث يوجد ضريح بن مشيش، مشيرا إلى أنه سيسلك المساطر القانونية اللازمة في هذه النازلة.
جاء ذلك بعد تصريحات أدلى بها رئيس الجماعة، أحمد الوهابي، المفصول عن حزب الأصالة والمعاصرة، هاجم فيها الزاوية المشيشية ونقيبها نبيل بركة، بالإضافة إلى نعته لوفد صحراوي بـ”الانفصال”، واتهامه المنسقة الوطنية لـ”البام”، فاطمة الزهراء المنصوري، بالتورط في فصله من الحزب.
وقال نبيل بركة في بيان حقيقة، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إنه تعرض مؤخرا، من طرف أحمد الوهابي، لـ”مغالطات وافتراءات حاولت الإساءة لشخصه وأسرته بشكل مباشر بواسطة التشهير عبر بعض وسائل الإعلام، بالنبش في الحياة الشخصية وربطها بمجموعة من الأحداث لتضليل الرأي العام الوطني”.
وأوضح بركة، وهو زوج فاطمة الزهراء المنصوري، أن الاتهامات التي وجهها إليه الوهابي بخصوص تحفيظ أراضي سكان المنطقة باسم الزاوية المشيشية، غير صحيحة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمساحة 1186 هكتار تندرج في مسطرة التحديد الإداري وليس التحفيظ، توافقا مع الظهير الملكي الشريف في الموضوع.
وأشار بركة إلى أن مطلب التحفيظ عدد 362025 الذي تم إيداعه سنة 1998، مسجل باسم الشرفاء العلميين وليس باسم نبيل بركة، مقدما وثيقة وجهها المحافظ على الأملاك العقارية بالعرائش إلى وكيل الملك بذات المدينة، تشير إلى أن الأمر يتعلق بعملية تحديد إدارية وليس تحفيظ.
وبحسب هذه الوثيقة التي تتوفر “العمق” على نسخة منها، فإن محافظ الأملاك العقارية بالعرائش، راسل وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، من أجل مؤازرة المهندس المساح لإنجاز عملية تحديد الملك موضوع المطلب عدد 36/2025.
ويتعلق الأمر، بحسب المراسلة، بـ”حرم مولاي عبد السلام بن مشيش”، البالغة مساحته المصرح بها 1186 هكتار 50 أر تقريبا، في اسم الشرفاء العلميين النائب عنهم النقيب عبد الهادي بركة، حيث أشار المحافظ إلى برمجة عملية التحديد بتاريخ 2021/05/18، إلا أنها لم تنجز تبعا لرسالة عامل العرائش.
وصعد بركة من لهجته ضد الوهابي، مشيرا إلى أن الأخير سبق أن صدر بحقه حكم قضائي بستة أشهر موقوفة التنفيذ “بسبب هجومه على منزلي، محاولا بأسلوب بلطجي رخيص إيقاف مسيرة قرآنية وشعيرة دينية مقدسة”، وفق تعبير بركة في بيانه.
وأضاف المصدر ذاته أن الوهابي سُجلت ضده شكايات مختلفة في نفس السياق، كان أبرزها حادثة نعت شرفاء القبائل الصحراوية بالانفصاليين أثناء زيارتهم الأخيرة في موسم فاتح يوليوز سنة 2024، مشيرا إلى أن “هناك حقائق أخرى في هذا الشأن سيتم التطرق إليها في ندوة صحفية ستنعقد في مستهل الأسبوع القادم”.
وعن أسباب تأخره في الرد، قال بركة إن ما وصفها بـ”الخرجة الإعلامية المضللة” للوهابي، تزامت مع انشغاله في “تنظيم وتسيير قافلة الخير استفاد منها العديد من قاطني مداشر مولاي عبد السلام ابن مشيش، سيرا على نهج الشرفاء العلميين وأتباع الطريقة المشيشية الشاذلية اتباعا للسنة الحميدة في الاحتفاء بمولد خير البرية”.
وأشار بركة في نفس السياقن أنه انشغل حينها بمتابعة العمليات الجراحية والكشوفات الطبية وعملية ختان أطفال الدواوير المجاورة، وهو ما منعه من التفرغ للرد على أحمد الوهابي رئيس جماعة تازروت ومن ساهم معه في عملية التشويش والتشهير، بحسب تعبير البيان ذاته.
يُشار إلى أن الأمانة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، كانت قد أعلنت أنها ستلجأ إلى القضاء بعد تصريحات أدلى بها أحمد الوهابي، رئيس جماعة تازروت بإقليم العرائش، والتي هاجم فيها الزاوية المشيشية، بالإضافة إلى سياسي صحراوي، واتهامه المنسقة الوطنية للحزب فاطمة الزهراء المنصوري بالتورط في فصله من الحزب.
وأوضحت الأمانة الجهوية لحزب البام بجهة طنجة، في بلاغ سابق،، أن قرار الفصل في حق أحمد الوهابي، رئيس جماعة تازروت بإقليم العرائش، تم من طرف لجنة التحكيم والأخلاقيات الجهوية، بناءً على تقرير الأمانة الإقليمية للحزب بالعرائش، مشيرة إلى أنه بإمكان المعني بالأمر الطعن في هذا القرار لدى اللجنة الوطنية المختصة.
وشددت الأمانة الجهوية أن “الاتهامات التي أطلقها أحمد الوهابي في حق الحزب ومسؤوليه لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد مزايدات سياسية لا غير”، معتبرة أن إقحام فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية للحزب، في موضوع فصله، هو إقحام غير مبرر، إذ لم يكن لها أي صلة بقرار الفصل بأي وجه من الأوجه.
وأشار البلاغ إلى أن “الخلافات بين أحمد الوهابي والقائمين على الزاوية المشيشية هي خلافات قديمة ومعروفة لدى الجميع، وقد قام الحزب بتزكيته للانتخابات الجماعية، ودعمه لرئاسة جماعة تازروت، وكذلك في لائحة الحزب للمجلس الإقليمي للعرائش، دون الأخذ بعين الاعتبار لذلك الخلاف”.
وأوضحت أنه “تمت تزكية أحمد الوهابي لرئاسة جماعة تازروت من طرف الحزب وهو في نزاع قضائي مع الذين ذكرهم في تصريحاته”، معتبرة أن ذلك “دليل ساطع على أن الاتهامات التي كالها للسيدة فاطمة الزهراء المنصوري غير قائمة على أي أساس”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن “مسؤولو الحزب الإقليميون والجهويون والوطنيون كانوا دائماً ينصحون أحمد الوهابي بعدم إقحام الحزب في أي صراع مع الزاوية المشيشية، لأن مجال عمل الحزب بعيد عن مجال واختصاصات الزوايا الروحية والدينية”.
وشدد البلاغ على أن قرار فصل الوهابي “أتى بعد أن تمادى في إقحام الحزب في صراعات غير مبررة مع الزاوية المشيشية، وبعد أن قام بوسم رئيس الوفد الصحراوي القادم إلى موسم مولاي عبد السلام بن مشيش بصفات تنقص من وطنيتهم”، مؤكدا أن “البام سيلجأ إلى القضاء ضد كل من سولت له نفسه المساس بمؤسساته وقياداته”.
المصدر: العمق المغربي