بعد غياب قصير عن الساحة الفنية عاد الموسيقار المغربي نعمان لحلو ليطل على جمهوره بأحدث أعماله الغنائية، أغنية “هاد الأرض”، في تجربة موسيقية تنبض بالحب والوفاء للوطن، وتجمع بين الحس الوطني العميق والبعد الروحي الذي لطالما ميز أعماله على مدى عقود.
الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر محمد الباتولي تأتي في سياق فني متقن، حيث تنسجم ألحان لحلو مع دفء صوته العميق، لتقدم للمستمع تجربة موسيقية متكاملة، أشبه برحلة متأنية عبر جمال المغرب وخصوصيته، تنقل عبر الكلمات والإيقاعات صورة عن وطن يحتضن التاريخ والجغرافيا والثقافة في تناغم فريد.
ولإخراج هذه التجربة بأبهى صورها تعاون لحلو مع فريق من أبرز الكفاءات المغربية؛ فقد تولى حمزة الغازي مهمة التوزيع والتنفيذ، بينما قدم يونس الخزان توزيع الوتريات، وساهم محمد حدش بخبرته في المونتاج والغرافيك، ليخرج العمل الفني في صورة متكاملة تعكس الرسالة الوطنية والوجدانية للأغنية بكل وضوح وجمال.
وتتميز “هاد الأرض” بقدرتها على المزج بين الشعر والموسيقى، وبين الحس الوطني والروح الصوفية، فهي تتغنى بجمال الأرض المغربية وخصوصيتها، معتبرة إياها أرض الألطاف الربانية وصوت الأذان العالي، حاملة رسالة طمأنينة وفخر، إذ يردد لحلو بصوته العميق والمطمئن أن هذه الأرض محفوظة برعاية الله مهما عصفت بها الرياح.
ورغم الطابع الوطني الواضح للأغنية فإن رمزية العمل تتجاوز حدود الوطن إلى أبعاد إنسانية وروحية، تعكس علاقة الإنسان بأرضه وإيمانه بأن الأوطان تُصان بالإيمان والعمل والمحبة.
أما لغة الشاعر محمد الباتولي، المستقاة من الوجدان الشعبي المغربي، فتنسج نصا نابضا بالصدق والحنين، بينما تعكس موسيقى لحلو هدوءا وعمقا يتماشى مع موضوعاته التي تلامس جوهر الإنسان، بعيدا عن السطحية أو العبارات الرنانة.
ويشكل هذا العمل الجديد حلقة إضافية في مسيرة نعمان لحلو الغنية بالغناء للقيم والإنسان والوطن، مسيرة أثرت المشهد الموسيقي المغربي بأعمال خالدة مثل “بلادي يا زين البلدان”، و”شفشاون”، و”جبال الأطلس”، حافظ من خلالها على الأصالة والفن الراقي وسط صخب الإيقاعات السريعة وضجيج “الترند”.
ولا تقتصر قيمة “هاد الأرض” على الغناء الوطني، بل تمنح المستمع رحلة شعورية متكاملة، حيث يوظف لحلو الإيقاعات المحلية بطريقة معاصرة تمنح الأغنية بعدا روحانيا ووطنيا في الوقت ذاته؛ ويتجلى ذلك بوضوح في “الفيديو كليب” الذي يقدم العمل في صورة بصرية بسيطة وعميقة، تعكس القيم التي يتغنى بها النص، لتصبح الأغنية تجربة متكاملة بين الصوت والصورة، وبين الموسيقى والكلمات، وبين الوطن والروح.
وخلال ساعات قليلة من إطلاق “الفيديو كليب” تجاوزت مشاهدات العمل 350 ألفا، في تفاعل لافت من الجمهور المغربي، الذي وصف الأغنية بأنها رسالة وجدانية صادقة من فنان يغني من عمق الانتماء ويزرع الفخر في قلوب المغاربة.
المصدر: هسبريس
