في لقاء تواصلي حاشد نظمه حزب جبهة القوى الديمقراطية بمكناس أطلق أمينه العام، المصطفى بنعلي، تصريحات سياسية قوية، استحضر فيها دلالات المسيرة الخضراء وربطها بالتحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
واعتبر بنعلي أن المسيرة الخضراء كانت ملحمة سياسية سلمية غير مسبوقة، قادتها الدولة واحتضنتها كل القوى الحية، فتحولت إلى “مسيرة أمة ولّدت إجماعاً وطنياً وجعلت منه قوة لا تقهر”، وأضاف أن “هذا الحدث التاريخي مازال يحمل دلالات راهنة، إذ برهن على قدرة المغرب على صناعة الإجماع الوطني حتى في أصعب الظروف الدولية، وهو ما يجعل البلد اليوم يسير بخطى ثابتة نحو الحسم النهائي لقضية الصحراء المغربية”.
وفي قراءته للوضع الإقليمي لم يتردد الأمين العام ذاته في القول إن “النظام الجزائري يعيش مرحلة احتضار سياسي شبيهة بما عرفه نظام فرانكو أواسط السبعينيات”، مردفا: “كما أفسحت أجواء احتضار فرانكو المجال لإعلان وتنظيم المسيرة الخضراء فإن انهيار نظام الجنرالات سيفسح المجال أمام المغرب لتثبيت حقوقه التاريخية المشروعة”.
وأضاف القيادي الجبهوي أن “التاريخ لم يرحم نظام فرانكو الفاشي الذي افتعل مشكل الصحراء، وهو لن يرحم نظام الجزائر الذي لا شغل له سوى إدامة هذا النزاع وخلق مشاكل أخرى للمغرب”.
ولم يفت المتحدث التأكيد على أن إجماع الأمة المغربية حول قضية الصحراء هو الرصيد الإستراتيجي الأكبر، الضامن لقدرة البلاد على مواجهة كل المناورات.
وفي محور آخر تطرق المسؤول الحزبي إلى شعار اللقاء “المرأة رهان التغيير”، مشدداً على أن “المسيرات الوطنية لا تقتصر على الصحراء فحسب، بل هي مسيرات مستمرة ومتجددة، وفي مقدمتها مسيرة تمكين المرأة المغربية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش”.
وأبرز المتحدث أن “خطاب العرش الأول سنة 1999، بمناسبة ثورة الملك والشعب، شكّل إعلان انطلاقة لمسار إصلاحي عميق، تُوِّج بمدونة الأسرة، وتعديل قانون الجنسية، وإدماج النساء في العدالة والتنمية، وتكريس مبدأ المساواة في الفصل 19 من الدستور”.
واستحضر بنعلي، وهو يستعيد نضالات اليسار وتضحيات المرأة المغربية المناضلة، أن “المغرب يعيش اليوم بقيادة الملك مسيرة جديدة من أجل حقوق المرأة”، مشيراً في الآن نفسه إلى أن “أجواء الاستعدادات الانتخابية قد تفرز بعض الممارسات الانتهازية والطفيلية من عدة أطراف”.
المصدر: هسبريس