اخبار المغرب

نصف ميزانية تأهيل مناطق الفيضانات مخصصة للطرق والمنشآت الفنية

وسط تساؤلات لدى الفاعلين المدنيين بخصوص توزيع ميزانية برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة أفاد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، بأن “نصف الميزانية التوقعية المرصودة للبرنامج الذي جاء تنفيذا لتعليمات ملكية سامية، أي 2,5 ملايير درهم، سوف تخصص لإعادة تجهيز البنيات التحتية”، لافتا الانتباه إلى أن “الوزارة قامت بتحديد برنامج لتأهيل الطرق والمنشآت الفنية المتضررة للأشهر الثلاثة المتبقية من سنة 2024، إذ انطلقت صفقات تهم 71 مقطعا طرقيا و69 منشأة فنية، على أن يتم الإعداد لصفقات أخرى مطلع سنة 2025 بعد استكمال الدراسات التقنية اللازمة”.

وزير التجهيز والماء، الذي كان يتحدث في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أمس الإثنين، أوضح أن تسبب التساقطات المطرية في فيضانات بحمولات قياسية تأتي كل 1000 سنة هو ما أدى إلى التضرر الواسع والكبير للمنشآت الفنية والقناطر التي تتم تهيئتها لاستيعاب حمولات تأتي كل 100 سنة عادة.

كما أوضح بركة أن “التساقطات المطرية الاستثنائية المسجلة في شتنبر الماضي تراوحت بين 50 250 ملمترا في اليوم”، مردفا: “ما سُجل من تساقطات مطرية في يوم، بل في بعض الساعات، بمدن الجنوب الشرقي المتضررة من الفيضانات فاق المعدل السنوي من الأمطار”، وذاكرا أنه “بالنسبة لفيضانات 7 و8 شتنبر سجلت تزارين بزاكورة 70 ملمترا مقارنة بـ112 ملمترا كمعدل للأمطار السنوية، بينما سجّلت بطاطا المركز يوم 21 شتنبر ما يصل إلى 92 ملمترا، وهي الكمية التي تتهاطل عادة في سنة وثلاثة أشهر بالمنطقة، بالنظر إلى أن معدل الأمطار السنوية بها لا يفوق 112 ملمترا”.

وواصل وزير التجهيز والماء بأن “هذه التساقطات المطرية الاستثنائية أدت إلى حمولات قياسية، إذ تجاوزت يوم 22 شتنبر 3238 مترا مكعبا في الثانية بحوض غريس بالمعيدر بإقليم زاكورة بتزارين، ويوم 8 شتنبر قدرت بـ 2900 متر مكعب في الثانية بحوض كير إقليم فكيك، و1943 مترا مكعبا في الثانية بحوض درعة السفلى بفم زكيد إقليم طاطا”، مضيفا أن “هذه الحمولات القياسية تجاوزت الحمولات التي تأتي كل 1000 سنة”.

وتابع المسؤول الحكومي ذاته: “الحمد لله قامت الوزارة باتخاذ إجراءات استباقية، من خلال إصدار العديد من النشرات الإنذارية عبر المديرية العامة للأرصاد الجوية، والتنسيق مع السلطات المحلية بالمناطق التي كانت مهددة بفيضانات الأودية والشعاب من أجل إخلائها”، قبل أن يستدرك: “مع ذلك أدت فيضانات وسيول شتنبر إلى أضرار بالغة بالبينات التحتية وانقطاع حركة السير بـ141 مقطعا طرقيا؛ منها 53 مقطعا من الطرق الوطنية، و38 مقطعا من الطرق الجهوية و50 مقطعا من الطرق الإقليمية، زيادةً على تضرر 68 منشآة فنية، منها 4 قناطر بفكيك وطاطا وجرادة وميدلت، و47 منشأة مائية في المناطق الأخرى”.

وأبلغ بركة نواب ونائبات الأمة بأنه “إضافة إلى إطلاق الصفقات سالفة الذكر وتهيئة أخرى فإن الوزارة ستعمل على إعادة بناء بعض السدود وتشييد أخرى بغرض الحماية من الفيضانات، وقد أطلقت فعليا دراسات بهذا الخصوص”، لافتا إلى أن “الوزارة هي الآن بصدد الاشتغال على الأولويات، أي بناء المنشآت الفنية والقناطر المتضررة حاليا، لكنها ستعمل بالموزاة على دراسة بناء منشآت أكثر قوة حتى تضمن الاستمرارية”.

وتابع الوزير، وهو يجيب عن أسئلة النواب، بأن “هذا التصور الجديد للوزارة راجع إلى إدراكها ضرورة الاستعداد من الآن لارتفاع حدة التغيرات المناخية؛ إذ مع تسجيل حمولات وتيرتها 1000 سنة حاليا من غير المستبعد أن نسجل فيضانات كارثية أخرى بحمولات وتيرتها 500 سنة فقط، مستقبلا”.

وأردف المتحدث في السياق ذاته بأن “مسؤولي وأطر الوزارة كانوا حاضرين منذ اليوم الأول في الميدان تنفيذا للتعليمات الملكية، ما أدى إلى فتح ما يصل إلى 141 مقطعا طرقيا وقنطرة؛ من ضمنها قنطرة بمركز طاطا على الطريق الوطنية رقم 17، وطريق واد الصياد على الطريق الجهوية رقم 102 بإقليم كلميم، والطريق الجهوية رقم 108 الرابطة بين زاكورة وتنغير، والطريق الجهوية رقم 111 الرابطة بين ورزازات وطاطا، الطريق الجهوية رقم107 بإقليم ميدلت…”.

وشدد المسؤول الحكومي ذاته على أن “وزارة التجهيز لم ولن تستثني أي إقليم متضرر من برنامج إعادة التأهيل، وهي بصدد تخصيص جزء من ميزانياتها لتمويل التدخلات التي ستقوم بها بالمناطق المتضررة، إضافة إلى ما سيخصص لها من بين 2,5 مليار درهم التي أمر الملك محمد السادس بتخصيصها لبرنامج إعادة التأهيل”.

وأضاف بركة، مجيبا عن سؤال حول تسريع بناء السدود الصغرى والمتوسطة والتلية: “البرنامج السابق للسدود التالية ينبني على دراسات قديمة لا تأحذ معطيات التطورات الأخيرة (فيضانات شتنبر) بعين الاعتبار، لكننا سنطلق الدراسات التقنية اللازمة للإفراج عن برنامج جديد للسدود التلية على ضوء هذه المعطيات”.

ودعا الوزير إلى عدم إغفال إيجابيات الفيضانات الأخيرة، “إذ أنعشت حقينة السدود بالمملكة بـ750 مليون متر مكعب من المياه؛ علما أن بعض هذه السدود مشيدة السنة الماضية، كسد أكدز بإقليم زاكورة الذي انضافت إليه 23 مليون متر مكعب، ما يكفي لتزويد ساكنة هذه المنطقة بالماء الصالح للشرب طيلة سنتين”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *