اخبار المغرب

نصف الدول الإفريقية لا تمتلك ملاعب مؤهلة لاحتضان مبارياتها القارية

تعاني نصف الدول الإفريقية من توفير ملاعب لاحتضان مبارياتها بالمنافسات القارية، نظراً لعدم توفر شروط إجراء هذه المباريات في بلدانها، سواء بسبب أرضية ملاعبها غير الملائمة للمعايير الدولية، أو بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة بها.

وسلطت مجلة “جون أفريك” الضوء، في تقرير لها، على ما تشهده الساحة الكروية الإفريقية من معاناة متكررة ومتزايدة، تتمثل في عجز العديد من المنتخبات عن استضافة مبارياتها على أرضها، مبرزة أن “الجمهور المحلي الإفريقي يحرم من تشجيع منتخبه الوطني على أرضه”، حيث يجد العديد من اللاعبين والمدربين أنفسهم مجبرين على التنقل إلى دول أخرى، بحثًا عن ملاعب تستوفي المعايير المطلوبة لاستضافة المباريات الدولية.

23 دولة إفريقية بدون ملاعب مؤهلة

وفي هذا الصدد، كشفت الصحيفة ذاتها أن “23 دولة إفريقية لا تمتلك ملاعب مؤهلة لاحتضان المباريات الدولية، على اعتبار أن هذه الملاعب لا توفر شروط الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، من عدة نواحٍ، سواء من حيث شروط السلامة وأرضية الميدان المستوفية للمعايير الدولية، ما أضرّ بمصلحة كرة القدم في هذه البلدان”، وفق تعبير الصحيفة.

ولفت التقرير ذاته إلى أن هذه الدول لم تستطع صيانة ملعب واحد على الأقل وتأهيله قارياً، ما أضرّ، حسب المصدر ذاته، بمصلحة المشجعين الراغبين بمتابعة نجوم منتخبات بلدانهم عن قرب، حيث يضطر بعضهم للسفر إلى دول أخرى توافق على استضافة هذه المنتخبات، وذلك حسب قدرة كل مشجع، مشيرة إلى أن “الإمكانات المالية ضعيفة لأغلب المشجعين، نظراً لغلاء أسعار تذاكر السفر تارة، والشروط الصعبة لبعض البلدان في منح جوازات السفر تارة أخرى”.

واعتبرت الصحيفة أن ما يحدث لهذه المنتخبات هو “نفي” ولحسن حظها وجدت بلدانًا توافق على استضافتها مثل المغرب والكاميرون وساحل العاج على مستوى المنتخبات.

معاناة منتشرة

أكدت صحيفة “جون أفريك” أن نصف المنتخبات الإفريقية تقريبًا المشاركة في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025 تجد نفسها في نفس الوضع. فمنتخبات مثل الكومور، مدغشقر، غامبيا، ليسوتو، بنين، النيجر، سيراليون، تشاد، إثيوبيا، كينيا، غينيا، بوركينا فاسو، زيمبابوي، إسواتيني، ناميبيا، بوروندي، السودان، الصومال، جيبوتي، ساو تومي وبرينسيبي، سيشيل، وإريتريا، تعاني جميعها من نفس المشكلة، إما بسبب عدم توفر ملاعب مؤهلة، أو بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة.

وحسب التقرير ذاته، فتتعدد الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة، فبالإضافة إلى نقص الاستثمارات في البنية التحتية الرياضية، هناك أسباب سياسية وأمنية تلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر. فالحروب والصراعات الداخلية، فضلاً عن عدم الاستقرار السياسي، تؤثر بشكل كبير على قدرة الدول على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.

عواقب الأزمة

تؤثر هذه الأزمة، حسب التقرير ذاته، بشكل سلبي على أداء المنتخبات الوطنية، وتزيد من تكاليف المشاركة في المسابقات الدولية، وتقلل من شعبية كرة القدم في القارة السمراء. كما أنها تعكس صورة سلبية عن القارة، وتؤثر على سمعتها على المستوى الدولي.

وشددت الصحيفة على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حكومات أو اتحادات كروية أو شركات خاصة، مؤكدة أهمية الاستثمار في بناء ملاعب جديدة وتحديث الملاعب القائمة، وتوفير الأجواء الأمنية اللازمة لتنظيم المباريات، والعمل على حل الأزمات السياسية التي تعاني منها بعض الدول، معتبرة أن “تطوير البنية التحتية الرياضية في إفريقيا ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة ملحة لتنمية القارة وتطوير شبابها، ولإعادة الاعتبار للكرة الإفريقية التي تستحق أن تكون في مصاف الكرة العالمية”.

وأكدت “جون أفريك” أن معاناة المنتخبات الإفريقية من نقص الملاعب المؤهلة تؤثر على مستقبل الكرة الإفريقية وعلى صورة القارة في العالم، ومن الضروري العمل على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، حتى تتمكن المنتخبات الإفريقية من اللعب على أرضها وبين جمهورها، وتحقيق نتائج أفضل في المسابقات الدولية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *