نستعد لحرب متعددة الجبهات والتركيز سيكون على الأرجح تجاه الحدود الشمالية اليوم 24
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون يؤمنون بأن أي حرب قادمة ستكون متعددة الجبهات، وفي حال اندلاعها فإن التركيز سيكون على الأرجح تجاه الحدود الشمالية التي تشمل لبنان وسوريا.
مؤخرا صدرت العديد من التصريحات عن مسؤولين إسرائيليين كبار تحدثوا فيها عن استعدادات الجيش لهذا السيناريو، وهددوا بتوجيه ضربات “قوية” لجماعة “حزب الله” في لبنان.
وقد يكون لهذه التهديدات ارتباط بالصلة الوثيقة بين “حزب الله” وإيران، أو باتهام الحزب بتفجير عبوة ناسفة بمدينة مجدو شمال إسرائيل في مارس، ولاحقا اتهام “حزب الله” بإرسال طائرة مسيرة إلى الأراضي الخاضعة لإسرائيل.
وفي حين يقول الجيش الإسرائيلي إن تدريبات “القبضة الساحقة” التي أجراها مؤخرا واستمرت أسبوعين، قد تم برمجتها مسبقا، فالتدريبات جرت بعد أسبوعين من مناورة علنية لـ”حزب الله” حظيت بتغطية إعلامية واسعة وحاكت اقتحام الأراضي الإسرائيلية وقتل وأسر جنود.
العقيد نمرود تسيبولسكي، قائد لواء 282 للمدفعية بالجيش الإسرائيلي المسمى “لواء النار”، قال للأناضول في حوار هاتفي: “في الأسبوعين الماضيين أجرينا تدريبا يحاكي حربا على الحدود الشمالية، وكجزء من هذا التمرين نحاكي جميع أنواع التهديدات التي قد نواجهها في حالة وقوع حرب حقيقية”.
وأضاف: “نحن جاهزون، استعدادنا هو لحرب كاملة وعلى هذا الأساس نحن نتدرب، نحن نستعد في حال وقوع شيء ما وخاصة في الحدود الشمالية”.
وتابع: “نعرف أن المعركة القادمة ستكون على الأرجح متعددة الجبهات، ونحن مستعدون للقتال على جبهات متعددة ولكل السيناريوهات من أجل الفوز بالمعركة”، وأردف: “إذا أقدم حزب الله على اختبارنا فإنه سيتفاجأ”.
ولتسيبولسكي (43 عاما) خبرة واسعة بالمدفعية، وفي حال اندلعت حرب بالفعل سواء في لبنان أو سوريا أو كلاهما معا فإن جزءا مهما من الحرب سيقع على عاتقه.
وقال: “كنت في معظم العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال السنوات العشرين الماضية سواء أكانت حرب لبنان الثانية (عام 2006) أو العمليات العسكرية الأخيرة”.
وخلال التدريبات التي أجراها الجيش الإسرائيلي قرب الحدود الشمالية، لوحظ انتشار كثيف لسيارات على شكل دبابات وتم نصب مدافع بين الأشجار في سفوح التلال وفي الوديان وكان الجنود من وحدة النخبة بسلاح المشاة “غولاني” يتدربون على عمليات اقتحام برية.
ولكن في وقت يعتمد فيه الجيش بشكل أكبر على الطائرات الحربية والمسيرات فإنه من غير الواضح إذا ما كانت المدفعية ستلعب دورا محوريا في أي حرب محتملة.
وخلال السنوات الأخيرة اعتمدت إسرائيل بكثافة على سلاحها الجوي في عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة وبشكل أقل على المدفعية.
وقال تسيبولسكي: “صحيح أن المدفعية فقدت بعض من دورها في السنوات الأخيرة، ولكن يوجد في لبنان مناطق مفتوحة حيث يمكن أن يكون للمدفعية قوة فريدة جدًا ومهمة جدًا لقوات الجيش الإسرائيلي ونحن نتدرب ونتجهز لهذا الأمر”.
وأضاف: “لذا فإنه في حالة التصعيد ستكون المدفعية قريبة جدًا من القوات المناورة، وستكون جزء لا يتجزأ من القوات كما كانت في كل حرب في الماضي”.
ومع ذلك فإن عمليات سلاح المدفعية الإسرائيلي تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخبارية والصور الجوية والسلاح الدقيق.
وأشار تسيبولسكي إلى أنه في مقر قيادته يوجد عناصر من الاستخبارات وسلاح الجو الإسرائيلي وأن التعاون ما بين الأطراف “وثيق”.
وقال: “هناك تعاون كامل بين جميع القوات في الجيش بما فيها سلاح الجو والاستخبارات، إنهم يعملون في نفس المكان، الاستخبارات تجلب المعلومات عن المواقع التي سيتم ضربها، وهناك أيضا أشخاص من سلاح الجو في الوحدة يساعدون في التأكد من أن هناك تعاون كامل وللتأكد من أننا نضرب المواقع بأكبر دقة ممكنة”.
وخلال السنوات الأخيرة زعم الجيش الإسرائيلي في أكثر من مناسبة بأن منظمة “حزب الله” اللبنانية تخزن الأسلحة في المدارس وأسفل وما بين المساكن.
وفي حال اندلعت حرب مع “حزب الله” فإن التركيز الإسرائيلي سيكون على منصات إطلاق الصواريخ، وفق قائد اللواء الإسرائيلي.
وكان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، تحدث في تصريحاته خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في الأسابيع الأخيرة، عن استهداف المدن الإسرائيلية بالصواريخ.
وقالت تقارير إسرائيلية، مؤخراً، إن “حزب الله” ربما قد يكون قد حصل على صواريخ دقيقة التصويب من إيران.
ورأى تسيبولسكي أن واحدة من أهم اهداف وحدته ستكون منع إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل، مشددا: “لن نسمح بأن تطلق صواريخ على تل أبيب، لن نسمح بذلك”.
ورفض القائد العسكري الإفصاح عن المعلومات الإسرائيلية بشأن وجود صواريخ دقيقة الإصابة لدى “حزب الله”، واكتفى بالقول: “نحن قادرون على مواجهة أي تهديدات يمكن لحزب الله أو أي طرف آخر ان يوجهها ضدنا”.
ومن ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إنه “في إطار التعاون القائم بين المركز الوطني للتدريبات البرية والجيش الأمريكي، شاركت قوات تابعة للقيادة المركزية الأمريكية في التمرين الأخير (القبضة الساحقة) إلى جانب قوات برية إسرائيلية”.
وأضاف الجيش في بيان: “انضمت كتيبة أرسِنت الأمريكية إلى قوة اللواء 7 للمدرعات، حيث لعبوا لأول مرة دورًا ملموسًا في تمرين إسرائيلي تحت قيادة قائد اللواء 7 وإلى جانب قوات الجيش الإسرائيلي”.
وحول هذه النقطة أوضح تسيبولسكي أن “إسرائيل تحافظ على نفسها وتخوض حروبها وتحافظ على حدودها، والقوات الامريكية متواجدة كجزء من التعاون والاتفاقات بين الجيشين”.
وكان الجيش الإسرائيلي أنهى الجمعة تمرين “القبضة الساحقة” الذي دام أسبوعين وشمل قواته النظامية والاحتياطية و”حاكى التعامل مع التحديات العملياتية لكافة الساحات وعلى عدد من الساحات بشكل متزامن”.
وبحسب بيان للجيش، فإنه “جرى التدريب على سيناريوهات الدفاع من خلال العديد من القوات على امتداد الجبهة اللبنانية في المرحلة الأولى، ثم سيناريوهات الهجوم الواسع النطاق في المرحلة الثانية”.
المصدر: اليوم 24