أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الأربعاء، نزوح أكثر من 60 ألف مواطن فلسطيني من مدينة غزة تجاه جنوب قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية، في وقت مازال نحو مليون شخص يقطنون المدينة.
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي الحكومي: “رصدت الطواقم الحكومية تصاعد حركة النزوح القسري من مدينة غزة تجاه الجنوب نتيجة جرائم الاحتلال الوحشية منذ أن بدأت جريمة التهجير القسري، حيث اضطر ما يقارب 335 ألف مواطن لمغادرة منازلهم تحت وطأة القصف، فيما تجاوز عدد النازحين خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 60 ألف نازح”.
وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي يُضلّل النازحين بخيام ومساعدات وهمية، ما يدفع المواطنين إلى النزوح، لكن فور اكتشاف وهم المناطق الآمنة يعود الكثير منهم إلى مدينة غزة، التي مازالت تأوي أكثر من 900 ألف مواطن.
وفي هذا السياق ذكر المصدر ذاته أن “منطقة المواصي في خان يونس ورفح، التي تضم حالياً نحو مليون نسمة وتروّج لها سلطات الاحتلال زوراً كمناطق (إنسانية وآمنة)؛ تعرضت لأكثر من (114) غارة جوية وقصف متكرر، ما خلف ما يزيد عن ألفي شهيد في مجازر متلاحقة ارتكبها جيش الاحتلال داخل المواصي ذاتها”.
وأكد المستند أن هذه المناطق لا تتجاوز 12 بالمئة فقط من مساحة قطاع غزة، وهي تفتقر بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، ما يجعل العيش فيها أقرب للمستحيل، ويحاول الجيش الإسرائيلي حشر أكثر من 1.7 مليون إنسان داخلها.
وأضاف البيان أن “الطواقم الحكومية رصدت حركة نزوح عكسي، إذ عاد، حتى مساء الثلاثاء 24 سبتمبر 2025، أكثر من 24 ألفاً إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة، حيث قاموا بنقل أثاثهم ومقتنياتهم لتأمينها في الجنوب، ثم عادوا بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة هناك”.
وشدد المكتب الحكومي على أن أكثر من 900 ألف فلسطيني مازالوا متواجدين في مدينة غزة “متمسكون بحقهم في البقاء ورافضون بشكل قاطع محاولات النزوح الإجباري والتهجير القسري نحو الجنوب، رغم بشاعة القصف وجرائم الإبادة الجماعية”.
وأطلقت إسرائيل، في 16 سبتمبر الجاري، عملية عسكرية مكثفة في مدينة غزة تشمل توغلا بريا وقصفا عنيفا، قائلة إن الهدف من العملية هو السيطرة على غزة والقضاء على حركة “حماس”.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء مدينة غزة، في ظل تحذيرات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بأنه لا يوجد ملاذ آمن للنازحين من المدينة.
واتهم تقرير أممي السلطات الإسرائيلية بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، منذ بدء الحرب الموسعة على القطاع في أعقاب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، فيما وصفت إسرائيل التقرير الأممي بأنه “كاذب ويعتمد على روايات حماس”.
ويذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (آي بي سي)، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أعلن في 22 أغسطس الماضي أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني من مجاعة ستمتد على الأرجح إلى مناطق أخرى بقطاع غزة خلال وقت قصير، فيما وصفت إسرائيل هذا التقرير بأنه “كاذب ومعيب”.
وفي 2 مارس الماضي أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، ودفع منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ “مستويات تنذر بالخطر”.
واستأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة يوم 18 مارس الماضي، بعد توقف لنحو شهرين، وتحديدًا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة “حماس” في 19 يناير، عقب تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.
وكان من المفترض أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بمجرد تمديد المرحلة الأولى منه، التي انتهت في الأول من مارس الماضي، أو الدخول في مرحلته الثانية، لكن الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن الخطوات التالية حالت دون ذلك.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن قطاع غزة يشهد “كارثة إنسانية”، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تهدف إلى تحقيق حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل.
المصدر: هسبريس