ندوة تناقش التراث الحضاري للأمازيغية
شكلت الأمازيغية بالمغرب محور ندوة وطنية نظمت، الجمعة بوجدة، من طرف المدرسة العليا للتربية والتكوين بالمدينة ذاتها بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة، بمناسبة الاحتفال الرسمي برأس السنة الأمازيغية 2974 لأول مرة بالمغرب بعد إقراره عيدا وطنيا.
الندوة، التي اُختير لها عنوان “الأمازيغية بالمغرب.. لغة وتراث ثقافي وحضاري”، عرفت مشاركة مجموعة من الأساتذة والطلبة الباحثين من مختلف مدن المملكة؛ من بينها طنجة وفاس والناظور وبني ملال ووجدة.
وناقش المشاركون في هذه الندوة رهانات وتحديات ترسيم اللغة الأمازيغية بالمغرب كلغة رسمية دستورية إلى جانب اللغة العربية، وتدريسها في المؤسسات التعليمية المغربية وإشكالية توحيدها مع استحضار مرجعيات إدماج اللغة الأمازيغية في المناهج والمنظومة التربوية وفرص وتحدياتها في العصر الرقمي.
في هذا السياق، قال ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول، إن “الحكومة المغربية أولت اهتماما ملحوظا بتنزيل ورش الأمازيغية بالمغرب من خلال رصد ميزانية مهمة لمختلف المشاريع المتعلقة بها؛ من أهمها إدماجها في التربية والتكوين لتخريج أطر تواكب هذا الورش الملكي في مختلف القطاعات”.
وأضاف زغلول، في كلمة بالمناسبة، إن جامعة محمد الأول “تساهم بدورها في تنزيل ورش الأمازيغية عبر دعم المسالك الجامعية المرتبطة به؛ من بينها مسلك اللغة الأمازيغية بالمدرسة العليا للتربية والتكوين الذي يضم ما يفوق 700 طالب، محققا المرتبة الأولى على صعيد هذه المؤسسات بالمغرب”.
من جانبها، اعتبرت صباح بايباي، المديرة الجهوية لمديرية الثقافة بجهة الشرق، إن “ما ينبغي الانكباب عليه هو تعزيز الهوية الثقافية المغربية وربط جسور التواصل الدائمة وتوثيقها مع كل المكونات، باعتبارها الرأسمال الثقافي، والعمل على إدماج بعد الهوية الثقافية في كل عملية تنموية بشرية مستدامة”.
وأبرزت المتحدثة ذاتها أن الاحتفال بـ”الناير” هذه السنة “حدث له دلالة عميقة يؤسس لثقافة جديدة تقوم على الاعتراف بالآخر وجبر الضرر الذي يسمح بمحو الإحساس بالغبن التاريخي، والعيش في وطن جديد يشعر فيه كل المغاربة على اختلاف تجاربهم الداخلية ومساراتهم الثقافية أنهم سواسية”.
يشار إلى برنامج اليوم الثاني لهذا اللقاء خصصته الجهة المنظمة لأنشطة ثقافية وترفيهية ومسرحية تقام بمسرح محمد السادس، فضلا عن معارض لمنتجات وحلي وألبسة تقليدية ولوحات تشكيلية، ثم ورشات حول الحكايات والأمثال الأمازيغية والفنون التقليدية المحلية.
المصدر: هسبريس