ندوة تحتفي بالسيرة الروائية “صدق أبريل”
نظم المركز الثقافي “إكليل” بمدينة تطوان، بتنسيق مع رابطة أديبات وأدباء شمال المغرب، ندوة أدبية لتقديم وتوقيع السيرة الروائية “صدق أبريل وكذبت كل الشهور”، للروائي عبد الجليل الوزاني التهامي.
اللقاء الأدبي عرف مشاركة النقّاد: سعاد الناصر، محمد الفهري، الحسن الغشتول، وقامت بتسيير وقائعه جميلة رزقي.
واعتبرت الناصر أن “قارئ رواية ‘صدق أبريل وكذبت كل الشهور’ يقف أمام سرد يستمدّ مادته الحكائية من مرجعيات واقعية وحقيقية، وضمن انزياحات ومستويات تعبيرية معينة، تكشف عن مقتضيات التّخييل وثقله عند الروائي عبد الجليل”.
وكشفت المتدخلة أن “قدرة التّخييل عند المؤلف تقوم على استرجاع الواقع، وتجاوز لحظته التاريخية … نحو تجربة إنسانية عامة بتأويلاتها الممكنة، وما يمكن أن تقدّمه من معانٍ ودلالات إنسانية”.
وقسّم محمد الفهري سيرة الوزاني إلى أربع بنيات حكائية كبرى، ترتكز على أساس مكاني يمثّل الفضاءات التي استقرّ بها السارد بشكل متعاقب، وعاش فيها حيوات مختلفة، وهي: بو أحمد وتطوان والزحيليكة وسيدي قاسم، ثمّ تطوان مرة أخرى. وتتخلّل المحطتين الأخيرتين بنيتان حكائيتان صغيرتان، تجسّد أولاهما ذهاب الكاتب إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحجّ ثمّ العمرة، وثانيهما ذهابه إلى الدّوحة لتسلّم جائزة “كتارا” عن روايته “امرأة في الظلّ”.
وختم الفهري كلمته بالإشارة إلى أن المؤلف “يمتلك طاقة إبداعية قويّة، هي بمثابة سلاح يستخدمه لمواجهة إحباطاته ومعاناته وجبروت هذا الواقع المتهالك المنحلّ”.
أما الحسن الغشتول فأكّد أنّ “قارئ السيرة التي كتبها الأديب الوزاني يدرك للوهلة الأولى أنّها لم تكتب في استقلالية عن شخصيّة الرّوائي، فالكاتب لم يتجرّد عن مذهبه في الفنّ وأسلوبه في الوصف والتّعبير، إذ لم ترو الأحداث في هذه السيرة بشكل استعراضي… وإنما أذعنت لمقاييس جعلت السّرد يؤالف بين أحداث معيشية وحالات انفعالية، انصهرت فيها انصهاراً فنياً”.
وأضاف الغشتول: “استهوتني بلاغة الصورة في التّجسيد الفنّي الذي اعتمده عبد الجليل الوزاني حينما عمل على استدعاء الماضي بانسيابية مؤثّرة من خلال صوت المذياع، حيث تمتزج طزاجة الكلمات بجمالية الصّدى”.
وقال الروائي عبد الجليل الوزاني التهامي: “اللقاء شكّل لحظة من اللّحظات الجميلة التي يتنازل فيها شهر أبريل لشقيقه مارس، الذي أبى إلاّ أن يحتفي بسيرتي الرّوائية صدق أبريل وكذبت كل الشهور الصادرة مؤخراً عن مكتبة سلمى الثقافية”، شاكراً الجميع على الالتفاتة النبيلة والمداخلات المتميزة.
المصدر: هسبريس