اخبار المغرب

نحن في ورطة كبيرة.. كسرنا دورة المياه ودمرنا النظم البيئية ولوثنا المياه الجوفية

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمة له خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمياه التي انطلقت أمس الأريعاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، (قال) إننا في “ورطة كبيرة”، محذرا من أننا “نستنزف شريان الحياة البشرية من خلال الاستهلاك المفرط والاستخدام غير المستدام، وتبخره من خلال الاحتباس الحراري”

وأضاف: “كسرنا دورة المياه ودمرنا النظم البيئية ولوثنا المياه الجوفية. ما يقرب من ثلاث من كل أربع كوارث طبيعية مرتبطة بالمياه. ويعيش واحد من كل أربعة أشخاص بدون خدمات مياه مدارة بأمان أو مياه شرب نظيفة. ويفتقر أكثر من 1.7 مليار شخص إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية. ويتغوط نصف مليار شخص في العراء. وتقضي ملايين النساء والفتيات ساعات كل يوم في جلب الماء”.

وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى أربعة مجالات رئيسية لتسريع النتائج المتعلقة بالمياه وتغيير الوضع الحالي.

أولا، سد الفجوة في مجال إدارة المياه.

وفي هذا الصدد، دعا الحكومات إلى تطوير وتنفيذ الخطط التي تضمن الوصول العادل للمياه بالنسبة لجميع الناس مع الحفاظ على هذا المورد الثمين. كما دعا البلدان أيضا إلى العمل معا عبر الحدود لإدارة المياه بشكل مشترك.

وقال إن من أكثر الإنجازات التي يعتز بها عندما كان رئيسا لوزراء البرتغال هو توقيع اتفاقية البوفيرا بشأن إدارة المياه مع إسبانيا قبل 25 عاما، مشيرا إلى أن الاتفاقية لا تزال سارية المفعول حتى اليوم.

وحث جميع الدول الأعضاء على الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة للمياه وتنفيذها.

ثانيا، الاستثمار بكثافة في أنظمة المياه والصرف الصحي.

وأشار السيد غوتيريش إلى الخطة التحفيزية لأهداف التنمية المستدامة التي تدعو إلى زيادة الاستثمار في التنمية المستدامة، داعيا المؤسسات المالية الدولية إلى تطوير طرق مبتكرة لتوسيع نطاق التمويل وتسريع إعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة. “ويجب على بنوك التنمية متعددة الأطراف أن تواصل توسيع محافظها بشأن المياه والصرف الصحي لدعم البلدان المحتاجة بشدة إلى هذه الخدمات”.

ثالثا، التركيز على بناء القدرة على الصمود.

ونبّه الأمين العام على أنه لا يمكننا إدارة حالة الطوارئ في القرن الحادي والعشرين ببنية تحتية من عصر آخر. وهذا يعني الاستثمار في خطوط الأنابيب المقاومة للكوارث والبنية التحتية لتوصيل المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي.

يعني ذلك طرقا جديدة لإعادة تدوير المياه والحفاظ عليها. ويعني أنظمة غذائية ذكية للمناخ والتنوع البيولوجي تعمل على تقليل انبعاثات الميثان واستخدام المياه. ويعني الاستثمار في نظام معلومات عالمي جديد للتنبؤ بالاحتياجات من المياه في الوقت الحقيقي. وتغطية كل شخص في العالم بأنظمة الإنذار المبكر ضد الظواهر المناخية.

رابعا، معالجة تغير المناخ.

قال الأمين العام إن العمل المناخي ومستقبل المياه المستدام هما وجهان لعملة واحدة، مشددا على ضرورة مضاعفة العمل للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية وتحقيق العدالة المناخية للبلدان النامية

من جانبه شدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروشي، على ضرورة الاعتراف بحقيقة أن المياه هي منفعة عامة عالمية، داعيا إلى تعديل السياسات والتشريعات والتمويل وفقا لذلك، والعمل لصالح الناس والكوكب لا من أجل التسويف والربح حتى في وقت تزايد فيه الانقسام الجيوسياسي.

وقال إن العالم بأزمة مياه، فقد تسببت الأشكال الثلاثة لكوارث المياه في كارثة إنسانية. تتسبب كثرة المياه في حصد الأرواح، فيما تعيق قلتها التنمية البشرية الكريمة، وتهدد المياه الملوثة صحتنا والطبيعة.وقال إن حل ازمة المياه في متناول أيدينا. وهو ليس أمرا صعبا، مشددا على ضرورة التحلي بالإرادة السياسية والذكاء الاقتصادي والتسامح والقبول في سبيل ضمان مستقبل مائي آمن

وأضاف: “نحن بحاجة للاتفاق على ميثاق تعليمي يؤكد على أن لدينا العلم والمعرفة والحكمة، بالإضافة إلى آلية تفكير جديدة تتيح لنا ابتكار وتنفيذ أجندة متكاملة للمِياه والمناخ والطاقة والغذاء”.

ودعت رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، لاشيزارا ستويفا، إلى ضرورة التكاتف لضمان إدارة المياه بشكل فعال وإتاحة المياه النظيفة لكل الناس الآن وفي المستقبل “لا يمكننا أن نتحمل 46 عاما أخرى” في إشارة إلى مؤتمر المياه السابق الذي عقد في الأرجنتين عام 1977.

وقالت إن المؤتمر هو فرصتنا لتقييم التقدم المحرز والتحديات الماثلة منذ مؤتمر الأرجنتين. وتطرقت إلى بعض الإجراءات المطلوبة لاستخدام المياه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة:

أولا: من خلال دمج المجموعات المهمشة والمستبعدة في كل قراراتنا المائية. “السبيل إلى المياه والإصحاح له جانب جنساني مهم، فالنساء والفتيات بشكل جمعي يمضين مليوني ساعة يوميا بحثا عن المياه والأزمنة التي يقضينها تساوي قرونا من الزمان”.

وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة دمج المساهمات المقدمة من الفتيات والشباب في أي مناقشات حول المياه والموارد المائية.

ثانيا، التعليم المائي مطلوب على كل المستويات: لابد من تعليم يتجاوز مجرد التدريب المائي والمهندسين وما يتجاوز بناء القدرات. المعارف المائية لا بد أن تصبح جزءا أساسيا في ثقافة مجتمعاتنا وصنع القرار.

ثالثا، التمويل: إن إعادة تنشيط الأعمال الخاصة بالمياه في كل عمليات إنتاجها أو الحفاظ عليها ستعزز التنمية المستدامة ويمكن أن تؤدي إلى اقتصادات مائية تضمن استخدامها بشكل متكافئ.

بدوره، قال وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، لي جونهوا، إن هذا المؤتمر سيركز على عقد المياه بهدف التعجيل بتنفيذ أهدافه، مشددا على أهمية أن نفكر في القيمة التي نعطيها للمياه وفي أثرها على استمرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الحضر وحماية البيئة والسلام.

وشدد على أهمية العلاقة بين المياه والغذاء، مشيرا إلى أن إدارة المياه بشكل مستدام تمثل واحدة من أكثر الطرق فعالية في التعامل مع تغير المناخ وزيارة القدرة على الصمود واستعادة الأنظمة البيئية التي تتعرض للاختفاء.

وقال إن هذا المؤتمر لن ينجح إلا في حالة إجراء حوار صريح وتحلي بالإرادة اللازمة للعمل على تنفيذ الاسهامات الطوعية لضمان مستقبل يتسم بالأمن المائي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *