ناصر ودراجي الطعارجي
“لكل امرئ من اسمه نصيب”.. هذا حال المذيع والإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر، الذي استغنت قناة “الجزيرة” القطرية عن خدماته بعد سنوات طويلة من العمل والتفاني؛ فهو ناصِر (اسم فاعل من فعل نصر)، وقد نصر وناصر بالفعل شقيقاته المغربيات، ودافع عن شرفهن ببسالة أمام شتائم لاذعة لقناة تلفزيونية جزائرية حكومية.
وبالمقابل، فإن المذيع الرياضي حفيظ دراجي، المعروف بصراخه في المباريات (يظن الصراخَ تعليقا) وعويله عند تسجيل الأهداف (با با با)، له من لقبه الذي يتداوله المغاربة نصيب أيضا؛ فهو “طعارجي” بامتياز يطبل بـ”طعريجته” لتشنيف أسماع جنرالات بلاده المأزومة، بل إنه “طعارجي” من درجة “كابران”.
الآن.. لنحلل المشهد بتؤدة وروية، ونعيد ترتيب الوقائع.
قبل أيام وبدون سياق مهني قد تفرضه مهنة الإعلام (المأسوف عليها عند الجيران)، أزبدت القناة الرسمية الجزائرية وأرعدت، وألقت من حِممها ما ألقت، ووجهت تهما ثقيلة جدا على لسان إحدى مذيعاتها بالقول مثلا “حان وقت محاسبة المخزن الذي جعل من المغرب مملكة للشر والرذيلة، ودولة مخدرات لا تتوانى عن عرض أولادها وبناتها في سوق السياحة الجنسية” (كذا بكل صفاقة ووقاحة).
تهم خطيرة كهذه تأتي من قناة إعلامية جزائرية حكومية وجدت إعلاميا مغربيا حرا وشريفا اسمه عبد الصمد ناصر، فار الدم في عروقه كأي رجل حقيق قح، فكتب يرد على تلك الأوصاف الشنعاء في تغريدة على “تويتر”، يصف تلك الاتهامات بأنها “نموذج صارخ لفجور إعلام نظام الجزائر الرسمي”، متسائلا بالقول: “أي فجور غير المسبوق هذا، وأي وضاعة هذه يا عديمي الأخلاق؟”.
هذه المناصرة من ناصر يبدو أنها لم تعجب بعض الجهات التي تحركت وحاولت ليّ ذراع الإعلامي المغربي بتخييره بين حذف التغريدة/ الوسام على صدر الرجل المغربي الشهم وبين مغادرة القناة، فاختار ناصر الكرامة على الذل والشرف على الحقارة.
وفي القناة ذاتها يوجد معلق رياضي “قطرت به السماء” لا يفتر في التطبيل لجنرالات الجزائر بمناسبة أو بدون مناسبة في تغريداته وخرجاته الإعلامية.. قد يكون هذا حقه.. لكن الذي ليس من حقه أبدا هو ما ينفثه خلال تعليقاته الكروية وفي تغريداته من سم وحقد مدفون ضد المغرب وسيادته.
حقد هذا “الطعارجي” بلغ به الأمر إلى حد ظهر معه في مباراة إشبيلية أمام نادي روما في نهائي “الدوري الأوروبي”، حيث يلعب المغربيان ياسين بونو ويوسف النصيري، متمنيا انتصار “الذئاب الإيطالية”، فقط حتى لا يعود التتويج إلى فريق إشبيلية؛ لأنه يضم بين ظهرانيه لاعبين مغربيين كبيرين ساهما في الظفر باللقب الأوروبي.
طبعا، هذا دون الحديث عن ما يتفوه به المعلق العالق في أربطة أحذية عسكر بلده من أوصاف واتهامات للمغرب، متأبطا سيفه “الدون كيشوطي” مهددا كل من يهاجم جنرالاته؛ بل يمتد به الاجتهاد والحماس إلى مجالات بعيدة كليا عن التعليق الكروي، وقد كتب يوما مقالا بعنوان “دخلنا فعلا مرحلة اللاعودة معهم”، ويقصد بعبارة “معهم” المغرب..
هذا المغرب، الذي لم يرغب حتى في ذكر اسمه، هو نفسه البلد الذي استضافه في جامع الفنا بمراكش وفي مدن أخرى، وقد أكرمه المغاربة كرما بليغا اعترف به هو نفسه عندما لم “يبع الماتش” بعد؛ لكن هذا هو حال اللئيم إذا أكرمته تمردا.
ويحق التساؤل لكل محايد نزيه: كيف يُسمح لـ”الطعارجي” الانحياز الفاضح ضد كل ما هو مغربي، حتى في التعليقات والمباريات، والتحريض ضد المملكة وسيادتها؛ بينما مجرد تغريدة دافع فيها ناصر عن شرف أخواته وأمهاته المغربيات تجد في الحين من يرغمه على ترك عمله ولقمة عيشه..
هو الكيل بمكيالين والميزان بميزانين، فلا نامت أعين الجبناء ولا المطففين.
المصدر: هسبريس