أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، أن الجامعة المغربية تعاني كما وكيفا رغم الميزانيات الضخمة التي تصرف لتطويرها منذ سنوات طويلة، مبزرا أن المغرب لا يتوفر على منظومة للابتكار.

جاء ذلك في كلمة لميداوي، الأربعاء، بمجلس المستشارين، خلال ندوة وطنية حول: “الاستثمار والتشغيل والتحول البنيوي في المغرب: نحو حكامة ترابية جديدة دامجة”، من تنظيم مجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بتقييم السياسات العمومية المرتبطة بالاستثمار والتشغيل.

وأكد ميداوي أن “المغرب لا يتوفر على منظومة للابتكار وهي مبنية بالأساس على المبادرات الشخصية للباحثين”، مبرزا أن الأستاذة في الجامعات المغربية أحرار في القيام بالبحث العلمي من عدمه وعندما ينجز فذلك يتم بمبادرة شخصية، في ظل غياب قيادة على مستوى المؤسسات، وغياب سياسة واضحة للبحث والابتكار ونقل التكنولوجيا داخل الجامعة”، وفق تعبيره.

وقال بهذا الخصوص: “من يمارس البحث العلمي في الجامعات المغربية بطريقة منهجية هم فئة قليلة جدا، لدينا باحثون كبار في هذا المجال، لكن هيكلته تحتاج إلى مراجعة، والمطلوب إعادة النظر في مكانة البحث العلمي داخل الجامعة، فإلى حدود اليوم لا تزال مكانته هامشية وليست أساسية أو استراتيجية”.

وبخصوص المضمون، دعا ميداوي لمراجعة الموضوعات التي تناقش في مختبرات البحث العلمي، مضيفا: الباحثون في الجامعة المغربية مثل فريق كرة القدم، هناك باحثون من الطراز الرفيع، وهم قلة، ثم باحثون متوسطون وآخرون لا يقومون بالبحث العلمي بشكل نهائي، وبالتالي فالبحث العلمي في المغرب في حاجة إلى إعادة التنظيم والهيكلة”.

وجدد المتحدث ذاته التأكيد على أن أبرز التحديات التي تواجه الجامعات المغربية هي البحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا، مذكرا بأن عدد الخريجين في جميع التخصصات سواء دكاترة أو مهندسين أو غيرهم ضعيف جدا مقارنة بعدد السكان بالمغرب، حيث لا يتجاوز عدد الدكاترة المسجلون 40 ألف طالب، 45 في المائة منهم موظفون أو أطر تعمل في القطاع الخاص.

وتابع: “لاحترام المعايير الدولية، يجب أن يكون ما بين 150 و200 ألف طالب مسجل في سلك الدكتوراه غير أننا نتوفر على 40 ألف فقط، وجزء كبير منهم مسجل في العلوم الإنسانية والاقتصادية والسياسية، ليبقى العدد المسجل في التكنولوجيا والبحث العلمي التطبيقي ضعيفا جدا”.

واعتبر المسؤول الحكومي أنه “ليس هناك تفاوت كبير بين الجامعة المغربية وباقي الجامعات عبر العالم من حيث مضمون التكوين غير أن البحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا هي من تصنع الفارق، معتبرا أن هذه العوامل هي التي تساهم في إنتاج الثروة”، ملفتا أن  المقاولات المغربية التي لن تستطيع مواكبة التطور التكنولوجي مهددة بالاندثار في حال لم تطور، وفق تعبيره، منتوجها وتنتقل للتكنولوجيات الحديثة للرفع من المردودية والجودة.

وشدد ميداوي على أن “دور الجامعة هو إعدادا جيل من الخريجين قادر على الاندماج السريع في سوق الشغل والتأقلم مع المقومات الدولية”، مشيرا إلى أن “الجامعات المغربية، والتي تتوفر على إمكانات بشرية كبيرة، مدعوة لتكوين الطلبة على إنتاج الثروة ويساعدهم على خلق التنافسية في المقاولات المغربية والمستثمرين الأجانب”، مبرزا أن الكفاءات البشرية تشجع المقاولات الأجنبية على الاستقرار لوقت أطول.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.