“مونديال 2030” يقرب إسبانيا من توسيع الخط السككي فائق السرعة في المغرب
يبدو أن إسبانيا ستكون من “أكبر المستفيدين” من مشروع توسيع شبكة الخط السككي فائقة السرعة (LGV) الذي يعتزم المغرب تسريع إنجازه قبل “مونديال 2030”.
وكشفت هدى بنغازي، مديرة المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، عن “مفاجأة من العيار الثقيل” عندما قالت إن “مدريد يعول عليها المغرب من أجل توفير القطارات فائقة السرعة التي تعتزم الرباط استخدامها خلال مونديال 2030”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، وفق صحيفة “إل إيكونوميستا”، خلال انعقاد المؤتمر الوطني السادس والعشرين للأعمال العائلية في بلباو الإسبانية، أن “المغرب سيعول في هذه المسألة على مدريد وليس اليابان”.
وكانت مسألة توفير قطارات فائقة السرعة بالمغرب حكرا على الفرنسيين منذ طرح هذا المشروع، الذي يعد الأول بالقارة الإفريقية، وهو الحال أيضا في مشاريع توسعة شبكة “الطرامواي”.
وفي موضوع توسعة شبكة القطارات فائقة السرعة بالمغرب، لتصل إلى مدينتي أكادير ومراكش، كان حضور عدد من الدول المرشحة للإشراف عليه، من بينها إسبانيا والصين وفرنسا واليابان وغيرها، طاغيا منذ البداية، وبعد الفوز بتنظيم “مونديال 2030” رفقة البرتغال وإسبانيا تبدو الجارة الشمالية أقرب من أي منافس آخر.
وتوجد إسبانيا والمغرب أمام جملة من المشاريع الاقتصادية العملاقة لتطوير البنية التحتية المشتركة عقب الاستعدادات الجارية لاحتضان مباريات “مونديال 2030″، لعل أبرزها النفق البحري.
المعطيات التقنية
أفاد عبد الخالق التهامي، المحلل والأكاديمي الباحث في المجال الاقتصادي، بأن “ما قالته المسؤولة المغربية لا يمكن أن يكون صحيحا إلا بعد تقديم الشركات الإسبانية المختصة في صناعة القطارات فائقة السرعة لجميع المعطيات التقنية (سرعة القطار/نسبة استهلاك الطاقة…)”.
وأورد التهامي لهسبريس أن “تقديم هاته المعطيات التقنية الهامة سيكون أيضا من قبل الدول الأخرى، على غرار الصين وفرنسا…وبعد ذلك يقيم المهندسون أي العروض أكثر قوة”.
وأوضح المتحدث عينه أنه “بعد تقديم الورقة التقنية تأتي مرحلة تحديد الأظرف المالية، وبعدها يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن من سيتكفل بمسألة تصنيع القطارات فائقة السرعة”.
واعتبر المحلل والأكاديمي الباحث في المجال الاقتصادي أن “ما قالته مديرة المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني مجرد فخ، ولا يمكن من خلاله تصديق أن إسبانيا هي التي ستقوم بصناعة القطارات فائقة السرعة، لأنه من الممكن بعد أيام أن يأتي نظيرها في فرنسا ويصرح بأن باريس هي التي ستقوم بتصنيع هاته القطارات”.
وجوابا عن سؤال حول تقديم “مونديال 2030” الكثير من الفرص لمدريد للفوز بهذا المشروع، شدد التهامي على أن “هذا الأمر ممكن، لكن الجانب التقني هو الحاسم دائما، وليس التفسيرات السياسية فقط”.
صناعة متقدمة
سجل إدريس العيساوي، محلل اقتصادي، أن “تنظيم مونديال 2030 سيكون فرصة اقتصادية جد مهمة للدول الثلاث (المغرب/ إسبانيا/ البرتغال)”.
وأضاف العيساوي لهسبريس أن “التجربة الصناعية في إسبانيا جد متقدمة، وأصبحت رائدة على المستوى الأوروبي؛ فيما استفادة المملكة من صناع القطارات فائقة السرعة من الجارة الشمالية أمر مهم ومميز”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “مدريد لها تجارب جد متقدمة في هذا المجال، على غرار إنجاز قطارات فائقة السرعة في السعودية ودول أخرى، يتضح منها أن جودة القطارات الإسبانية قوية للغاية”.
وشدد المحلل الاقتصادي عينه على أن “هاته المعطيات مازالت تطرح تساؤلات حول إمكانية دخول المغرب في شراكة مع إسبانيا لتصنيع القطارات فائقة السرعة، وهل ستتجاوز مدريد العروض الصينية والفرنسية”، مبينا أن “تجاوز العرض الفرنسي أمر ممكن في ظل قوة نظيره الإسباني”.
المصدر: هسبريس