الأحد 24 غشت 2025 07:37
قالت مجلة “ذي إيكونوميست” إن قناع الوجه المعروف باسم “الفيسكيني”، الذي بدأ ظهوره في الصين كوسيلة بسيطة لتجنب الاسمرار على الشواطئ، تحول اليوم إلى صيحة واسعة الانتشار تتجاوز الاستخدام التقليدي إلى أنماط الحياة اليومية، وأضحى منتجًا عصريًا يجذب جيل الشباب، ولاسيما النساء.
وبحسب المجلة فإن “الفيسكيني” جزء من صناعة صينية ضخمة للمنتجات الواقية من أشعة الشمس فوق البنفسجية بلغت قيمتها نحو 80 مليار يوان (11 مليار دولار) العام الماضي، وارتفعت مبيعاته وحده بنسبة تقارب 50% حتى يوليوز 2025، في حين تضاعفت مبيعات الأكمام الواقية، وهي منتجات أكثر رواجًا بين الرجال.
وأوضح المصدر ذاته أن “الفيسكيني” يختلف عن الكمامات الطبية التي انتشرت خلال جائحة كوفيد19، إذ يُصنع من أقمشة صناعية قابلة للغسل ويأتي بتصاميم متعددة، بعضها يغطي الجزء السفلي من الوجه فقط، بينما يمتد البعض الآخر ليشمل الجبهة والعنق والصدر، وتتراوح أسعاره بين بضعة دولارات ونحو خمسين دولارًا، مع تزايد الطلب على التصاميم الأنيقة التي يمكن تنسيقها مع الملابس الرسمية أو الرياضية.
وأشارت المجلة إلى أن “الفيسكيني” كان في السابق مقتصرًا على النساء الأكبر سنًا على الشواطئ، لكن ثقافة ارتداء الأقنعة أثناء الجائحة أسهمت في تغيير صورته، ليصبح الآن جزءًا من موضة يتبناها الشباب؛ وتنقل عن لاي مينغ يي، من شركة “داشيو كونسلتنغ”، قولها إن كثيرًا من النساء يعتبرنه جزءًا من روتين العناية بالبشرة للحفاظ على بشرة فاتحة اللون، وهو معيار جمالي متجذر في الثقافة الصينية.
ولفتت “ذي إيكونوميست” إلى أن شركات الأزياء الصينية سارعت إلى استثمار هذا الاتجاه، وفي مقدمتها شركة “بينياندر” التي تأسست في شينزين قبل أكثر من عقد، وتعد من أبرز المستفيدين من سوق الوقاية من الشمس. كما دخلت علامات تجارية كبيرة مثل “أنتا” و”لينينغ” على خط إنتاج الأقنعة الواقية، موجهة منتجاتها إلى فئات شبابية تبحث عن مزيج من العملية والأناقة.
غير أن هذه الظاهرة لم تحظ بترحيب رسمي، إذ انتقدت صحيفة “الشعب”، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، ما وصفته بـ”قلق الحماية من الشمس”، معتبرة أن الإقبال الكبير على “الفيسكيني” يعكس مبالغة في المخاوف الصحية والتجميلية، ودعت إلى تعامل أكثر عقلانية مع هذه المنتجات.
وترى “ذي إيكونوميست” أن الجدل حول “الفيسكيني” يكشف عن تناقض بين توجهات السوق، التي تستجيب بسرعة لاهتمامات المستهلكين الشباب، وسياسات الدولة التي تتعامل بتحفظ مع النزعات الاستهلاكية المبالغ فيها، وأضافت أن هذه الموضة قد لا تدوم طويلاً، مثل موضات تاريخية كالياقات المنتفخة في أوروبا، لكنها في الوقت نفسه تعكس دينامية المجتمع الصيني وتحوّلاته الثقافية والاقتصادية.
المصدر: هسبريس