مهنيو النقل يهددون بشل ميناء طنجة.. الإدارة ترفض التحريض على الإضراب
الخميس 4 أبريل 2024 23:00
هدد مهنيو قطاع النقل الدولي للبضائع والمصدرون المغاربة إلى الخارج بالدخول في إضراب عن العمل خلال الأيام القادمة وشل حركية ميناء طنجة المتوسط، بسبب ما اعتبروه “استمرار بطء الإجراءات الجمركية”، مما يضطر سائقي الشاحنات “إلى الانتظار مددا طويلة من أجل عبور منطقة الاستيراد والتصدير”، مع ما يستتبع ذلك، بحسبهم، من آثار سلبية على القدرة التنافسية للمنتج المغربي وللميناء ككل.
مدد طويلة وتهديد بالإضراب
وأوضحت مصادر مهنية، في تصريحات لهسبريس، أن “ميناء طنجة يشهد منذ حوالي أسبوعين تباطؤا ملحوظا في حركية الشاحنات المحملة بحمولات موجهة للتصدير، إذ يضطر سائقوها إلى الانتظار في صفوف طويلة لساعات بل ولأيام من أجل إتمام إجراءات التفتيش والمراقبة الجمركية للعبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط”.
وأضافت المصادر ذاتها أن “إدارة الجمارك بالميناء شددت في الآونة الأخيرة من إجراءات التفتيش، إذ لم تعد تكتفي فقط بالكشف بجهاز الأشعة السينية (السكانير)، بل باتت تقوم بالإضافة إلى ذلك بتوجيه الشاحنات إلى مستودعات التفريغ من أجل تفتيشها يدويا”، موضحة أن “قلة هذه المستودعات أمام الكم الهائل من الشاحنات التي تتوافد على الميناء بشكل يومي، سبب شللا في حركية الميناء الذي لا تستوعب بنيته التحية هذا التشديد في ظل قلة الموارد البشرية التي تشرف على هذه العملية”.
وأشارت مصادر هسبريس إلى أن “النقالين مستاؤون من استمرار هذه الوضعية التي تضر بتنافسية المنتوج المغربي، إذ بدأت العديد من الشركات بالتفكير جديا في مغادرة المغرب في ظل تأخر توصلها بالمواد الأولية اللازمة للإنتاج واضطرارها إلى توريد هذه المواد عن طريق الجو، مع ما يعني ذلك من زيادة في التكلفة اللوجيسيكية”، مشددا على أن “المهنيين سيدخلون في إضراب خلال قادم الأيام وسيوقفون نشاطهم بشكل كامل في حال عدم تدخل الجهات المعنية لإيجاد حل لهذه الإشكال والتعاطي معه بشكل جدي”.
كلام غير مسؤول
من جهته، أوضح مصدر مسؤول بميناء طنجة المتوسط أن “نشاط الميناء عرف توقفا وتعليقا لأنشطة الملاحة البحرية خلال الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية، وقد أصدرت السلطات المينائية إعلانات إخبارية في هذا الصدد”، مضيفا: “على الرغم من هذا الإخبار، إلا أن النقالين عوض أن يبقوا في مدنهم إلى حين تحسن الأحوال الجوية بادروا إلى نقل حمولاتهم إلى الميناء، وهذا ما تسبب في اكتظاظ مع استئناف الميناء لعمله”.
وسجل المصدر ذاته، في حديث لهسبريس، أن “تغيير مواقيت العمل خلال رمضان واعتماد ساعات توقف من أجل الإفطار والسحور، أمر يٌقلل من ساعات العمل اليومية مقارنة بالأيام العادية، وهذا ما يسبب نوع ما اكتظاظا في ظل كثرة الشاحنات المتوافدة على الميناء”، موضحا أن “السلطة المينائية عممت إعلانا تخبر فيه المعنيين بهذا التغيير في توقيت العمل لكي يأخذوه بعين الاعتبار”.
وأشار المسؤول بميناء طنجة المتوسط إلى أن “خصوصيات هذا الشهر الفضيل تفرض التعامل بهذا التوقيت، إذ من غير المعقول إجبار الموظفين الصائمين على العمل في أوقات الإفطار أو السحور”، معلقا على التلويح بالإضراب بالقول إن “كل فئة من المهنيين لها مطالبها وانشغالاتها المختلفة عن الفئات الأخرى، ومن لديه أي مشاكل حقيقية وواقعية، فإن باب الإدارة مفتوح في وجه الجميع، إن على المستوى المركزي أو الجهوي، وإنَّ انتهاج سياسة التهديد والتحريض على الإضراب في مجموعات واتساب، دون حوار بناء، يبقى كلاما غير مسؤول، ولا يمكن الوصول معه إلى أي نتيجة مرضية تخدم مصالح مختلف الأطراف”.
المصدر: هسبريس