مهنيو الصحافة الرياضية يطلقون نداء لإنقاذ الرياضة المغربية من “سرطان” الرهانات غير القانونية
أطلقت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، نداءً لإنقاذ الرياضة المغربية من خطر الرهانات غير القانونية، واصفة الظاهرة بـ”السرطان الذي ينخر جسد الرياضة، ويستهدف الروح الرياضية واللعب النظيف مهما اختلفت المنافسات”.
وقالت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن “سرطان الرهانات الرياضية غير القانونية واللامشروعة، اخترقت المغرب، ووجدت لها موطأ قدم خارج إطار القانون”.
واعتبرت أن هذا “السرطان” يظهر بعناوين مختلفة، ضمنها تطبيقات “تستغل الفضاء الرقمي لاستهداف المجتمع المغربي ككل، حيث أصبح متاحا للقاصرين وغيرهم من الفئات الهشة، إمكانية مزاولة الرهان الرياضي ضد كل القوانين المعمول بها والمعتمدة حول العالم”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه التطبيقات “غير القانونية وغير المشروعة، أصبحت تهدد ليس فقط الرياضة المغربية، بل أيضا المجتمع المغربي وسيادة الدولة على قطاع تجمع عدد من دول العالم، ومن بينها المغرب على احتكاره، لكي لا يتم توظيفه لأغراض اجرامية واحتيالية”.
وأشارت إلى أنها “تطبيقات تستهدف اليوم الأطفال المغاربة وتحولهم لفريسة سهلة، وسط فضاء رقمي يصعب ضبطه أو التحكم في أغراض من يقفون خلف انتشار هذا السرطان القاتل”.
وسجل البلاغ أن هذه التطبيقات تلحق الضرر أيضا بالاقتصاد المغربي وسيادته المالية، “لأن نشاطها لا تحكمه أي ضوابط وليس ملزما بأداء الضرائب ولا يقدم أي إضافة لصالح الاستثمار في الرياضة، بل ينهك احتياطات المغرب من العملة الصعبة، خاصة إذا ما استحضرنا أن حجم تداول المغاربة اليوم لعمليات الرهان غير القانوني وسط هذه التطبيقات، يأتي ثانيا حول العالم خلف دولة الأرجنتين”.
ولفتت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية إلى أن عروض الرهان غير القانوني التي تعرضها تسهل توريط اللاعبين والمسؤولين عن إدارة الأندية والحكام في عمليات التأثير على نتائج المسابقات الرياضية، خاصة كرة القدم.
وشددت على أن “ما خلقت المنافسات الرياضية، إلا لتساهم في تربية سليمة للناشئة، وضمان تشبع كافة الأجيال بروح المنافسة الشريفة أيضا، ضمانا للمساواة بين الجميع ومنعا لكل الشوائب التي قد تمس بالقيم”.
وكان المغرب سباقا، قاريا وإقليميا، للمصادقة على الالتحاق بمجتمع ماكولين، الذي سبق له والتأم بالمغرب يوم الثلاثاء 7 نونبر الماضي بالرباط، في سياق تنظيم ندوة حول موضوع حماية نزاهة الرياضة عبر مكافحة المراهنات غير القانونية.
وبحسب البلاغ ذاته، فقد كانت تلك الندوة، قد انعقدت على هامش احتضان عاصمة المملكة خلال يومي 8 و9 نونبر 2023 لأشغال الاجتماع الخامس لمجموعة كوبنهاغن، وعلى الخصوص المجموعة الاستشارية للجنة تتبع اتفاقية ماكولين.
ودخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ يوم فاتح شتنبر 2019، والتي تهدف بالأساس إلى الحد من أكبر خطرين يهددان الرياضة ونزاهتها، وهما تعاطي المنشطات وآفة المراهنات غير القانونية.
وقد تمت المصادقة عليها من قبل فرنسا واليونان وأيسلندا وإيطاليا والترويج والبرتغال وجمهورية مولدوفا وسويسرا وأوكرانيا، ووقعتها 33 دولة أوروبية بالإضافة إلى أستراليا والمغرب.
ووجهت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية نداءً للمشتغلين بهذا الملف بغاية الإسراع بإتمام مسار المصادقة على اتفاقية ماكولين وتنزيلها.
وطالبت “كافة المتدخلين الذين يفترض فيهم محاربة ما تنص عليه الاتفاقية ومكافحته، بالإنخراط بشكل جدي ومسؤول قصد بلوغ أهدافها وترسيخ دور المملكة المغربية الريادي في هذا المجال، على اعتبار أنها الدولة الإفريقية الوحيدة التي اختارات الإنخراط في مسار حماية الممارسة الرياضية وحماية المجتمعات من استغلال المنافسات لأغراض إجرامية”.
كما حذرت من أن “تنامي نشاط الرهانات الرياضية غير القانونية تحول من آفة إلى سرطان ينخر المجتمعات، بل أصبح غطاء لممارسات إجرامية وصلت حد الاستغلال الجنسي للقاصرين كما وقع في قضية حلاق بيروت بلبنان، وأيضا حد توظيفها من طرف شبكات التجارة في الأعضاء كما فجرته تحقيقات كثيرة للزملاء الصحافيين والصحفيات بمصر والتي وصلت فيها حالات الانتحار بسبب تطبيقات الرهان غير القانوني لمستويات مرعبة وأغلب ضحاياها من القاصرين واليافعين، ما دفع الدولة المصرية لحظر هذه التطبيقات ومنع التعامل معها”.
المصدر: العمق المغربي