مع حلول فصل الصيف بدأ العد العكسي لانطلاق أهم المهرجانات الموسيقية الكبرى في المغرب، إذ تستعد الساحات العمومية والمسارح في مختلف مدن المملكة لاستقبال الآلاف من عشاق الموسيقى بمختلف أنواعها.

وحسب الأسماء المعلن عنها فسيكون الجمهور المغربي على موعد مع أسماء عالمية وازنة إلى جانب نجوم الفن المغربي والعربي في المهرجانات الصيفية الكبرى كـ”موازين”، “تيميتار”، “البولفار”، و”كناوة”.

وتشهد هذه المهرجانات توافد آلاف الجماهير التي تعتبرها متنفسا ووسيلة للترفيه والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وذلك من خلال برامجها التي تتنوع بين الشعبي والموسيقى العصرية العربية والجاز والروك لإرضاء جميع الأذواق، الأمر الذي يخلق نشاطا ودينامية اقتصادية وسياحية.

في مقابل ذلك، بدأت في الفترة الأخيرة تعلو أصوات العديد من المغنيين الذين اشتكو من ما وصفوه “الإقصاء والتهميش واحتكار” بعض الأسماء لجل منصات المهرجانات الصيفية، داعين إلى تدخل وزارة الثقافة من أجل تنظيم القطاع والحرص على تكافؤ الفرص بين جميع الفنانين.

واشتكى بعض الفنانين الذين استقت “العمق” أرائهم مما وصفوه بـ “فساد الكواليس” التي تتحكم في اختيارات المغنيين المشاركين في بعض المهرجانات الصيفية، مشيرين إلى أن الفرص تمنح لمن لهم علاقات قوية مع الجهات المنظمة.

وأشار ذات المصدر، إلى أن هناك سماسرة يطلبون نسبة كبيرة من مستحقات الحفلات مقابل استدعاء الفنان للمهرجانات، داعين إلى ضرورة الكشف عن المعايير التي يتم اعتمادها في اختيار الأسماء المشاركة في هذه الفعاليات الثقافية.

وعبر الفنانون الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، إلى أن الساحة الفنية تشهد حروبا خفية بين الفنانين أنفسهم، إذ يكيد بعضهم للآخر، وتتحرك الهواتف من أجل فرض بعض الأسماء وسحب أخرى.

وكان المغني حاتم عمور واحدا من المغنيين الغاضبين، إذ عبر علنا عن استيائه من غيابه عن المشاركة في فعاليات مهرجان “موازين” للسنة الرابعة على التوالي، مشيرا إلى أن آخر مشاركة له تعود إلى سنة 2017.

وقال عمور في تدوينة على حسابه بموقع “إنستغرام”، إن الحفل الذي أحياه إلى جانب المغنية أسماء المنور على منصة النهضة سنة 2017، حقق نجاحا كبيرا وسجل رقما قياسيا في عدد الحضور، مؤكدا أن هذا النجاح أثبت قدرة الفنانين المغاربة على استقطاب الجماهير.

وأضاف أنه لم يكن يتوقع أن يكون ذلك الحفل آخر ظهور له في مهرجان “موازين”، الذي يستضيف نجوما عربا وعالميين، متهما أطرافا لم يسمها بمحاربته والسعي لإقصائه من الساحة الفنية، واصفا إياهم بـ”الصغار”.

من جهته، كشف متعهد حفلات رفض ذكر اسمه لأسباب مهنية، أن البرمجة الفنية تخضع لاعتبارات متعددة، منها الشعبية الجماهيرية للفنان، تكلفة استقدامه، ومدى ملاءمة فنه مع هوية المهرجان والجمهور المستهدف.

واعتبر ذات المصدر، أن الفنانين الذين يشتكون من إقصائهم غير مجتهدين ولا يملكون رصيدا فنيا كبيرا يخول لهم الوقوف على خشبات مهرجانات كبرى، مشددا على أن المتواجدين هم الأسماء الأكثر طلبا من الجمهور، ومنتقدا “لجوء البعض للحديث عن تهميشه من إحدى الفعاليات في الوقت الذي كان يحتكر فيه المشهد لسنوات دون منح فرصة للشباب”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.