اخبار المغرب

من صحراء ورزازات إلى أسواق أوروبا.. المغرب يعيد رسم خريطة الطاقة المتجددة

سلطت منصة الشرق المتخصصة الضوء على طموحات المملكة المغربية المتصاعدة في مجال الطاقة المتجددة، وسعيها لتصدّر مشهد التحول الأخضر في أفريقيا، بل وتحقيق الريادة العالمية في قطاعات ناشئة كالهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي، مدعومة بشراكات دولية ضخمة.

ووفقا للتقرير، فقد بدأت قصة ريادة المغرب في الطاقة الشمسية بمحطة “نور ورزازات”، التي باتت رمزا لمشاريع الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة تقارب 580 ميغاواط. لكن خارطة الطاقة المغربية توسعت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، خاصة نحو الأقاليم الجنوبية.

وأشار التقر إلى أن قدرة الطاقة المتجددة في الأقاليم الجنوبية وحدها تبلغ نحو 1.3 غيغاواط حتى نهاية عام 2024، وتمثل نحو 25% من إجمالي الطاقة النظيفة في البلاد. كما نقل التقر عن بيانات رسمية إعلان الحكومة عن استثمارات إضافية تفوق 2.1 مليار دولار لرفع القدرة الإنتاجية في هذه الأقاليم إلى 2.7 غيغاواط بحلول عام 2027، مع إطلاق مشروع ضخم لنقل الكهرباء النظيفة بطول 1400 كيلومتر يربط الداخلة بمدينة الدار البيضاء، بقدرة 3 غيغاواط واستثمار متوقع يبلغ 1.8 مليار دولار.

وتُعد سنة 2030 محطة حاسمة في استراتيجية الطاقة المغربية، حيث يخطط المغرب لرفع نسبة الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة الكهربائية المركبة (12 غيغاواط حتى 2025) إلى 52% بحلول نهاية العقد، ثم إلى 56% في 2027، بحسب ما أشار إليه التقر. ولتسريع وتيرة الإنتاج، أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي أن البلاد ستنتقل من إضافة 160 ميغاواط سنويا من الطاقة المتجددة (المعدل بين 20092022) إلى 1400 ميغاواط سنويا اعتبارا من عام 2024، عبر حزمة قوانين جديدة تهدف إلى تيسير الإجراءات وتسريع التراخيص، وذلك وفقا لما أورده المصدر ذاته.

وأفردت الشرق مساحة لمشروع الهيدروجين الأخضر، واصفة إياه بـ “مشروع القرن المغربي”، حيث أعلن المغرب عن إطلاق 6 مشاريع كبرى في هذا المجال باستثمارات تبلغ 32.6 مليار دولار، وخصص لها مساحة تصل إلى مليون هكتار. وتطمح المملكة لتلبية 4% من احتياجات العالم من الهيدروجين الأخضر، اعتمادا على وفرة الطاقة الشمسية والرياح والبنية التحتية الساحلية.

ويُقدر التقرير قيمة المشاريع المُعلَنة من طرف الشركات في المغرب لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بنحو 300 مليار دولار. ونقلت “الشرق” في هذا السياق عن كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، قوله إن “هذه الاستثمارات ستُعزز مكانة المغرب كمركز محوري في الاقتصاد الطاقي المستدام”.

كما تناول التقرير دور الرباط كـ “جسر” للطاقة بين القارتين الأفريقية والأوروبية، مشيرا إلى مشروع شركة “إكس لينكس” البريطانية لإنشاء خط كهرباء يربط المغرب ببريطانيا عبر كابل بحري بطول 3800 كيلومتر، والذي سيعتمد على توليد 11.5 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح ومن المنتظر أن يزود المملكة المتحدة بما يصل إلى 8% من احتياجاتها الكهربائية.

ولم يفت المصدر الإشارة إلى استثمارات دولية أخرى، مثل مشروع شركة “سينهيليون” السويسرية لإنتاج 100 ألف طن من الوقود الاصطناعي سنويا في المغرب باستثمار مليار دولار، باستخدام تقنية لتحويل الطاقة الشمسية إلى وقود سائل، بهدف خفض تكلفة الإنتاج إلى دولار واحد للتر، مما يجعله منافسا للوقود التقليدي في قطاع الطيران.

ونقلت “الشرق” عن جيانلوكا أمبروسيتي، الرئيس التنفيذي لـ “سينهيليون”، قوله إن تمويل المشروع سيعتمد مزيجا من التمويل البنكي، وبيع الأسهم، وإمكانية الحصول على تمويل حكومي.

وبالإضافة إلى البنية التحتية، أشار التقرير إلى التقدم التقني المغربي في مجال الطاقة من خلال البحث العلمي، وتسجيل الجامعات والمراكز البحثية المغربية لدراسات وأطروحات وبراءات اختراع. وعلى صعيد التمويل، نقلت المنصة ذاتها عن الحكومة إعلانها عن خطة خماسية تمتد حتى 2030 بقيمة 23 مليار دولار، تشمل نحو 10 مليارات دولار لمشاريع الطاقة المتجددة بقدرة 12.5 غيغاواط، مع مساهمة لافتة من القطاع الخاص (72%)، مما يعكس الثقة الدولية في المنظومة القانونية المغربية في هذا المجال.

واعتبر المصدر ذاته أن المغرب يُشكل استثناء إيجابيا في قارة أفريقيا، التي تملك أعلى إشعاع شمسي عالميا لكنها لا تزال تعاني من نقص الاستثمارات في الطاقة المتجددة، مساهمة بـ 1.3% فقط من الطاقة الشمسية العالمية. وأكد التقرير أن المغرب من بين 3 دول فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يُتوقع أن تتجاوز أهدافها في الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، في إطار سعيها لتكثيف الاستثمارات لتلبية الطلب العالمي المتصاعد، خصوصا من الاتحاد الأوروبي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *