أطلقت المديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمكناس، تحت إشراف عمالة مكناس، مبادرة لاستغلال أربع فنادق عتيقة في قلب المدينة العتيقة للعاصمة الإسماعيلية من قبيل فنادق “الزبادي” و”الجديد” و”النجارين” و”السلطان”، تستهدف المبادرة الصناع التقليديين عشاق الإبداع والتراث المغربي من أجل احتضان روائع الصناعة التقليدية المغربية الأصيلة، وإبراز مهارات الصناع التقليديين المبدعين في عدة مجالات.
وتهدف المبادرة إلى إعادة إحياء الفنادق العتيقة بروح الإبداع والابتكار، وتوفير فضاءات تسويقية للصناع لعرض منتوجاتهم الراقية، وتمكين الزوار من اكتشاف كنوز التراث المغربي في أجواء ساحرة وأصيلة، خاصة في مجال النجارة الفنية والأعشاب الطبية والعطرية والخياطة التقليدية والمنتوجات الجلدية والمنتوجات الدمشقية الراقية والحدادة الفنية، إضافة إلى النحاسيات الفاخرة.
الحاضرة الاسماعلية
وفي هذا السياق أكد محمد أمين النظيفي، باحث في التراث المغربي، في تصريح له لجريدة “”، أن مشروع استغلال الفنادق تم تثمينه في إطار البرنامج الملكي لتثمين وتأهيل مدينة مكناس والذي وقع أمام الملك محمد السادس يوم 20 أكتوبر 2018، متضمنا 54 موقع بالحاضرة الإسماعيلية في إطار إعادة توظيف هذه المواقع وتأهيلها.
وأبرز الباحث، أن فندق “الزبادي” تم تخصيصه لقطاع النسيج والجلد، إذ يتضمن مجموعة من الصناعات والحرف منها النسيج التقليدي للأقمشة، وخياطة الملابس التقليدية والتطريز اليدوي وصناعة الملابس الجلدية وكذا التطريز التقليدي على الجلد، وصنع الأحذية وغيرها من صناعات السفيفة والعقاد وكل ما يخص مجال النسيج، نظرا لتشغيله ليد عاملة مهمة، ومساهمته في حفظ مهارات متوارثة عبر الأجيال.
وعن فندق “النجارين”، أوضح النظيفي أنه تم تخصيصه للمنتوجات التجميلية والطبية والغذائية، من ضمنها صناعة مواد التجميل بطريقة تقليدية، وصنع الزيوت العطرية، فضلا عن التحضير التقليدي للأعشاب ذات الاستعمالات الطبية، وصنع الكسكس، علاوة على الاهتمام بعملية تقطير الورود والزهور والنباتات العطرية.
وأضاف الباحث ذاته، أن فندق “الجديد” تم تخصيصه من قبل المديرية الجهوية للصناعة التقليدية لقطاع الخشب، من قبيل النجارة الفنية، والخراطة التقليدية للخشب وصناعة العرعار، وكذا النقش والصباغة على الخشب، وصناعة العربات الخشبية، كما صناعة الآلات الموسيقية وغيرها.
وقال الباحث إن “المبادرة تعتبر مجهودا مهما من خلال إعادة تشغيل وتوظيف الصناعة التقليدية التي تعتبر رافدا أساسيا من روافد الهوية المغربية وموروث الأجداد، في انتظار استغلال مواقع أخرى وتأهيلها من أجل المحافظة على الموروث الحضاري والذي يصفه بـ “أصابع الذهب”، آملا في أن يقبل الشباب على هذه الصناعات باعتبارها من الركائز الرئيسية للحضارة المغربية”.
المصدر: العمق المغربي