من المغرب.. الجزائري “براف” يخطط للانقلاب على الشرعية الرياضية الإفريقية
يخطط الجزائري، مصطفى براف، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الإفريقية وعضو اللجنة الأولمبية الدولية، للانقلاب على شرعية اتحادية الكونفدراليات الرياضية الإفريقية التي يرأسها المصري أحمد ناصر، وذلك عبر دعوته لعقد اجتماع رؤساء الاتحادات الإفريقية بالمغرب، وتجاهل غير الأولمبية.
وفي هذا الصدد، وجه المصري أحمد ناصر، رئيس اتحادية الكونفدراليات الرياضية الإفريقية، مراسلة للجزائري مصطفى براف حول “التعدي من قبل اتحاد اللجان الأولمبية الإفريقية (الأنوكا) على شرعية اتحادية الكونفدراليات الرياضية الإفريقية (الأوكسا).
وقال المصري أحمد ناصر، في المراسلة التي اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منها، “ورد إلينا بالأدلة والمستندات قيامكم (الجزائري مصطفى براف) بالدعوة لاجتماع الاتحادات الإفريقية الأولمبية في المملكة المغربية وذلك بغرض معلن وهو مشاورات حول الألعاب الأولمبية 2028 بلوس أنجلوس، بينما الغرض الضمني الخفي، هو تأسيس اتحاد اتحادات أولمبي إفريقي موازي للأوكسا لتنظيم دورة ألعاب موازية للألعاب الإفريقية، مقصيا وجود اتحاد الاتحادات الإفريقية (الأوكسا)، والذي يضم في عضويته كل الاتحادات الرياضية الإفريقية سواء الأولمبية أو غير الأولمبية”.
واستعرض المتحدث ذاته ملاحظات قد تؤدي، وفق تعبيره، إلى اللجوء للسلطات الرياضية والقانونية، من بينها أن اتحادية الكونفدراليات الرياضية الإفريقية (الأوكسا) تأسست بالتوازي مع تأسيس اتحادية اللجان الأولمبية الإفريقية (الأنوكا) “كمنظمتين مستقلتين متعاونتين في العمل بإرادة حرة من رؤساء وملوك الدول الإفريقية ووزراء الشباب والرياضة ورؤساء اللجان الأولمبية والاتحادات والكنفدراليات الرياضية الإفريقية في عامي 1983 (الأوكسا) و1981 (الأنوكا)”.
وأشار إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو جمع شمل الرياضة الإفريقية تحت راية إفريقية رياضية متحدة، بموافقة ومباركة اللجنة الأولمبية الدولية وفقاً للوثائق والمستندات الدالة على ذلك، ومنذ ذلك الوقت حققت (الأوكسا)، حسب تعبيره، رؤيتها بجمع الرياضة الإفريقية وتطويرها وتنظيم دوراتها الرياضية باقتدار وحنكة رياضة مميزة وحل أي إشكالات تواجهاها بإرادة واعية وقدرة بليغة وخير دليل على ذلك الاتفاقية التي وقعت بمقر “الأوكسا” بمصر بين الاتحاد الإفريقي السياسي و”الأوكسا” و”الأنوكا” عام 2018 والتي أنهت، على حد قوله، الصراع الذي استمر أكثر من 12 عام بين الاتحاد الإفريقي السياسي و”الانوكا”.
إلى ذلك، شدد المصري أحمد ناصر على أن “لائحة الاتحاد الإفريقي السياسي، وهو ممثل ملوك ورؤساء دول القارة الإفريقية ومالك حقوق دورة الألعاب الإفريقية، والذي ينفق ويستضيف الألعاب الإفريقية من خلال دوله الإفريقية المختلفة، تقر بوجود جهازين شرعيين فقط للرياضة الإفريقية ذو مقاعد داخل الاتحاد الإفريقي السياسي وهما “الأوكسا” و”الأنوكا”.
ولفت إلى أن “الألعاب الإفريقية أكبر حدث رياضي في القارة والتي تجمع شباب وشعوب الدول الإفريقية مسجلة وموثقة عالمياً ملكاً للاتحاد الإفريقي السياسي والتي تتضمن عدة شركاء من بينهم الأوكسا والأنوكا والتأهل للدورات الأولمبية بصفتها أكبر حدث رياضي في القارة”.
وذكر المتحدث ذاته بأنه “تم تنظيم دورتين للألعاب الإفريقية بكل من المغرب سنة 2019 وغانا سنة 2023 بالتعاون والتضامن مع مالك الدورة، الاتحاد الإفريقي السياسي، والدول المضيفة المملكة المغربية وجمهورية غانا ونجحت الدورتان، وأضاف متسائلا: “فلماذا تريدون تكوين اتحاد إفريقي أولمبي مواز الآن؟ مما يؤدي إلى تشتيت وتفرقة الحركة الرياضية الإفريقية سواء أولمبية أو غير أولمبية، والتي تعود بالضرر على شعوب إفريقيا التي نعمل جميعاً من أجلها؟”.
وأكد المصري أن “خلق مؤسسة غير شرعية موازية للأوكسا أو تنظيم الأنوكا لدورة ألعاب موازية بدون مشاركة الشركاء الأفارقة يُعد ضربا للعمق الإفريقي الوطني وفيه عقيدة جديدة ترسخ العداء باتجاه الشرعية والقانون وتهدف للتشرذم والتفرقة وخلق صراعات داخلية”، معتبرا أن “القارة الإفريقية في غنى عنها ما بين اللجان الأولمبية الإفريقية ووزارات الشباب والرياضة بمسمياتها المختلفة على مستوى القارة واتحادية الكونفدراليات الرياضية الإفريقية”.
مساس بالشرعية
شدد المصري أحمد ناصر على أن سعي الجزائري مصطفى براف للقيام بهذه الخطوة يبعث “على أن هناك نية ترسخت من أجل خلق جهاز بديل في الأفق، وهو ما يعتبر مساسا بالشرعية، وأن الجزائري يظهر من وراء التعبير على أن اللجنة الأولمبية الدولية يمكنها أن تدخل طرفا في لعبة ترسيخ الانشقاق والتشردم وهذا لا يمكن أن نثق فيهن على حد قوله، ولا يمكن أن نقبله، داعيا إلى جادة الصواب وعدم إحداث انشقاق في الحركة الاولمبية الإفريقية”.
كما حذر ناصر من “الزج باسم اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسها وكذلك اتحاد الاتحادات الاولمبية الصيفية الدولية ورئيسها فيما يتم استخدامه للضغط على الاتحادات الإفريقية في الحضور وتكوين الكيان الموازي الذي يتسبب في كل ما ذكر”، مضيفا أن “اللجنة الأولمبية الدولية وفي سطور ميثاقها الأولمبي يدعو إلى الوحدة والاتحاد في الرياضة ورفع شعار الوحدة وعدم التفرق حسب الجنس أو اللون أو الدين”.
وتابع متوجها للجزائري مصطفى براف: “لقد آثرتم مجموعة من الادعاءات لها علاقة بعمر كريمليف وبالملاكمة خلال دورة الألعاب الإفريقية بغانا ولقد تم الرد على إدعائكم المزعومة في خطابنا السابق الذي صدر إلى سعادة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ولدينا بالمستندات ما ينفي كامل ادعائكم الخاصة بهذا الموضوع”.
وأضاف: “إن اتحادية الكونفدراليات الرياضية الإفريقية (الاوكسا) تشتمل على الألعاب الأولمبية والمعترف بها أولمبيا والاتحادات المعتمدة والنوعية والبار اولمبية وبذلك فإن (الاوكسا) تمثل نموذجا الوحدة الرياضة في القارة الإفريقية على مر عشرات العقود لتكون رمزا ونبراسا للرياضة في القارة السمراء”.
واعتبر أحمد ناصر أن “عدم دعوته بصفته رئيس اتحادية الكونفدراليات الرياضية الافريقية (الأوكسا) والممثل القانوني لها وبصفته رئيس الاتحاد الإفريقي للترايثلون من طرف الجزائري، مصطفى براف، أن نيته واضحة بالانقلاب على الشرعية”.
واتصلت جريدة “” بكمال لحلو، النائب الثالث لاتحاد اللجان الإفريقية الأولمبية ورئيس جمعية اللجن الوطنية الأولمبية الإفريقية، لأخذ رأيه في هذا الصراع، غير أنه اعتذر لكونه يقضي فترة نقاهة بعد خضوعه لعملية جراحية، حسب ما أكده في الاتصال الهاتفي.
المصدر: العمق المغربي