اخبار المغرب

من الترحيب إلى العداء.. تقرير يرصد تحولا جذريا في رؤية المغاربة لإسرائيل بعد 7 أكتوبر

سلط تقرير إخباري، نشرته صحيفة “ماكو” العبرية، الضوء على العلاقات المغربية الإسرائيلية بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس، هجوما مفاجئا على إسرائيل (أراضي فلسطين المحتلة)، مما أدى إلى اندلاع حرب مدمرة على قطاع غزة المحاصر.

وأشار التقرير إلى أن المغرب شهد تحولا جذريا في الرأي العام تجاه إسرائيل منذ أحداث 7 أكتوبر، حيث تحولت البلاد من وجهة سياحية مرحبة بالإسرائيليين إلى واحدة من أكثر الدول التي تشهد مظاهرات مناهضة لإسرائيل.

وأكدت الصحيفة أنه، بعد أن كانت اتفاقات أبراهام وإلغاء التأشيرات قد فتحت الباب لتدفق السياح الإسرائيليين إلى المغرب، واستقبالهم بحفاوة، انقلبت الأوضاع رأسا على عقب مع اندلاع الحرب.

وتوقفت الرحلات الجوية بين البلدين فور اندلاع الحرب، وخرجت مظاهرات حاشدة في المدن المغربية للتنديد بالسياسات الإسرائيلية، فيما تصاعدت حدة الكراهية لتطال أيضا اليهود في المغرب، حيث سُمعت هتافات عنصرية، ووقعت اعتداءات وحوادث ابتزاز بحق إسرائيليين زائرين، وفق المصدر ذاته.

إلى ذلك، تُظهر بيانات وكالة رويترز أن المغرب يُعد من بين خمس دول في العالم تشهد أكبر عدد من المظاهرات المناهضة لإسرائيل والتضامن مع الفلسطينيين، إلى جانب الولايات المتحدة واليمن وتركيا وإيران.

ومنذ بداية الحرب، شهد المغرب أكثر من 5000 مظاهرة، شملت مسيرات وفعاليات تضامنية ووقفات احتجاجية، وذلك بالإضافة إلى دعوات حادة لمقاطعة الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، بما في ذلك تهديدات لأصحاب سلاسل الغذاء.

وشدد الصحيفة العبرية، على أن هذا التوجه يُبرز وجود معارضة شعبية واسعة لاستمرار العلاقات مع إسرائيل، وتأييدا لقطعها بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مضيفة أن معظم وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في المغرب تشارك في هذا التوجه المناهض لإسرائيل.

يشار إلى استطلاعا للرأي للرأي العام المغربي، نُشر مؤخرا، تحت عنوان “اتجاهات الرأي العام المغربي نحو القضية الفلسطينية”، أظهر أن غالبية المغاربة يعبرون عن مواقف داعمة وبقوة للقضية الفلسطينية وللمقاومة، ورافضة للتطبيع مع إسرائيل، في سياق يتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي انطلق في أكتوبر 2023، وما يزال مستمراً حتى اليوم.

وكشف الاستطلاع، الذي شارك فيه 13,857 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 20 و70 سنة، أن 98.3% من المشاركين يدعمون المقاومة الفلسطينية، معتبرين إياها حقاً مشروعاً لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. كما أظهرت نتائج الاستطلاع، الذي أُنجز في نوفمبر الماضي تحت إشراف الباحث في العلوم السياسية حسن حمورو، أن 95% من المشاركين يرفضون التطبيع مع إسرائيل، مقابل 1.6% أيدوا التطبيع، فيما عبر 3.4% عن عدم اهتمامهم بالموضوع.

وفيما يتعلق بأحداث “طوفان الأقصى” التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، اعتبر 97.1% من المشاركين هذه الأحداث مقاومة للاحتلال، بينما رأى 2.9% أنها هجوم غير مبرر. واعتبر 96.9% من المشاركين أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تمثل “عدواناً وإبادة جماعية”، فيما قال 3.1% إنها “دفاع عن النفس”.

وأكد 97.8% من المشاركين أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم، وأنها قضية كل المسلمين وليست قضية الفلسطينيين وحدهم. كما أجاب 98.5% من المشاركين على سؤال متعلق بهوية القضية الفلسطينية بأنها “قضية كل المسلمين”، بينما عبرت نسبة ضئيلة (0.9%) بأنها تخص الفلسطينيين فقط، و0.6% بأنها قضية العرب.

في ظل استمرار العدوان على غزة، عرف المغرب زخماً كبيراً من الفعاليات التضامنية التي تجسدت في تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية، ندوات، ومهرجانات خطابية. وأكدت نتائج الاستطلاع أن 85.5% من المشاركين يعتبرون أن التضامن الشعبي المغربي مع الفلسطينيين “غير كاف” ويطالبون بمزيد من الفعاليات، فيما اعتبر 14.5% أن مستوى التضامن كافٍ ومؤثر.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *