منها فلسطين.. دول تعاني أزمات تتجاوز المغرب في تصنيف دولي خاص بالجامعات
تواجه الجامعات المغربية منذ سنوات تحديات كبيرة في التصنيفات العالمية، ولعل آخرها تصنيف مؤسسة “كيو إس” (كواكواريلي سيموندز) للجامعات في الوطن العربي لعام 2025 الذي أصدر الأحد الماضي، إذ فشلت الجامعات المغربية من تحقيق مراتب متقدمة في هذا التصنيف، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب عدم نجاح المؤسسات التعليمية المغربية في تحسين موقعها في الساحة الأكاديمية.
وأظهرت نتائج التصنيف الذي شمل 246 مؤسسةً أكاديميةً في 20 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن المغرب حل بالمرتبة 13 عربيا بعد السعودية وقطر والإمارات ولبنان وعمان والأردن ومصر والكويت والبحرين والعراق وتونس وفلسطين.
واحتلت جامعة محمد الخامس بالرباط المرتبة 95 على المستوى العربي، مما يجعلها أول جامعة مغربية في هذا التصنيف، تليها جامعة القاضي عياض بمراكش التي جاءت في المرتبة 108، ثم الجامعة الدولية للرباط: في المرتبة 129، متبوعة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله التي جاءت في المرتبة 130.
ووضع التصنيف جامعة الأخوين في المرتبة 137، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في المرتبة 139، وجامعة السلطان مولاي سليمان في المرتبة 236 على الصعيد العربي، مما يشير إلى الحاجة الملحة إلى تحسين الأداء الأكاديمي والبحثي في الجامعات المغربية.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال رئيس مؤسسة “أماكن” لجودة التعليم، عبدالناصر ناجي، إن المغرب يواصل تراجعه في التصنيفات الدولية للجامعات وهذه المرة برسم التصنيف العربي الذي أصدرته مؤسسة كيو إيس التي كانت تصدر تصنيفا مشتركا مع مؤسسة التايمز قبل أن تنفصل كل هيئة بتصنيفها الخاص.
وأضاف أن هذا التراجع تجلى أساسا في أن أول جامعة مغربية حلت في المرتبة 95 بعد أن كانت السنة الماضية بعشر مراتب أفضل. كما أن التراجع يتجلى في تجاوزنا من طرف دول تعاني من كوارث وأزمات مستفحلة مثل العراق ولبنان وتونس ومن قبل دول صغيرة مثل عمان والبحرين. بل إن دولة مثل فلسطين تعاني من عدوان مدمر استطاعت أن تتبوأ إحدى جامعاتها المرتبة 52 على الصعيد العربي.
والأدهى من ذلك، يضيف ناجي في تصريح لجريدة “العمق”، أنه بالرغم أنه ينبغي أن يكون مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لأحرار العالم، هو أن الجامعة الإسلامية في غزة التي دمرها بشكل شبه كامل المجرم الصهيوني في إطار الإبادة الجماعية التي يمارسها في حق الشعب الفلسطيني استطاعت أن تصنف جنبا إلى جنب مع أول جامعة مغربية.
وقال الخبير التربوي: “يبدو جليا أن الإصلاح الجامعي الذي تقوده الحكومة لم يحدث بعد الأثر المنتظر على جودة التكوين والبحث العلمي في الجامعة المغربية وهو ما يعيدنا إلى حقيقة الواقع الجامعي بعد بصيص الأمل الذي لاح في الأفق بعد الترتيب المشرف لجامعة محمد السادس متعددة التقنيات في تصنيف التايمز هاير إدوكايشن الأخير”، مضيفا: “لذلك لا ينبغي أن تكون هذه الجامعة المتميزة التي يبلغ رأسمالها 32 مليار درهم أي ضعف ميزانية التعليم العالي برمته الشجرة التي تخفي الغابة”.
المصدر: العمق المغربي