“منصة اللغات الأجنبية” تقلق الطلبة بالتزامن مع امتحانات الدورة الربيعية

لم ينته النقاش في صفوف الطلبة داخل الجامعات المغربية بعدُ حول مدى فعالية الاستمرار في اعتماد منصة “روزيطا سْتون” المتخصصة في دعم الإلمام باللغات الأجنبية، وذلك بعد النداءات المتواصلة من أجل إعادة النظر فيها، التي تحوّلت إلى أسئلة كتابية جرت إحالتها على الوزير الوصي من قبل نواب برلمانيين.
وكثُر الحديث حول هذه المنصة من جديد مع اقتراب إجراء امتحانات الدورة الربيعية، وذلك بالنظر إلى ارتباط تقييم الوحدة الخاصة باللغات بها بشكل مباشر. وينضاف ذلك إلى بروز أطراف تحاول تقديم خدمات بالمقابل للطلبة في هذا الجانب، عبر “التحايل على نظام التوقيت المعتمد من قبل المنصة المذكورة”.
وتعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانات صادرة عن عدد من الأفراد ممن يحاولون تقديم تسهيلات لفائدة الطلبة بخصوص “روزيطا ستون”؛ الأمر الذي يدفع فئات واسعة من مرتادي الجامعات المغربية إلى دعوة أهل الحل والعقد على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من أجل “إعادة النظر في طريقة تدبير ورش دعم إتقان الطلبة اللغات الأجنبية على مستوى الجامعات”.
وكان هذا المطلب من بين مطالب أخرى رفعتها تمثيليات طلابية إلى بعض عمداء الكليات، وهو الأمر نفسه بالنسبة لكلية العلوم التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، حيث تم التوافق على “إجراء التقويم في وحدة اللغات بشكل كتابي عوضا عن صيغة المنصة”، وفق ما أفاد به فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وجدّد طلبة، في تصريحات لهسبريس، مطالبتهم بضرورة إعادة النظر في كل ما يتعلق بهذه المنصة (المعتمدة دوليا في مجال تعليم اللغات)، وذلك لكونهم “مطالبين باجتياز 30 ساعة من الدعم على مستواها”.
وقالت أسماء حقي، طالبة جامعية: “مازال يُطلب منا العمل بهذه المنصة الخاصة بتعلم اللغات خلال الأسدس الحالي، كما هو الحال بالنسبة للأسدس الأول. ومازلنا مطالبين باجتياز 15 ساعة في تعلم الفرنسية و15 ساعة أخرى في تعلم الإنجليزية، أي 30 ساعة في المجموع”.
وأكدت الطالبة، في تصريح لهسبريس، أن “هناك غموضا كبيرا في هذا الجانب، ولاسيما أن هذه المنصة مرتبطة بامتحانات الدورة الربيعية”، مردفة: “لا ندري ما إن كان سيتم الاعتماد عليها بشكل حصري، أم إن الامتحانات الخاصة بوحدة اللغات سيتم اجتيازها بشكل كتابي فقط”.
كما أكدت حقي “استمرار شكاوى الطلبة من مجموعة من المشاكل المرتبطة بالولوج إلى هذه المنصة الرقمية ومتابعة دروسهم على مستواها، إلى جانب طريقة احتساب الوقت”، لافتة الانتباه إلى أن “نسبة مهمة من الطلبة تطالب بإلغائها لعدم نجاعتها ومن أجل التركيز على أمور أخرى”.
وتساءلت المتحدثة ذاتها عن “سبب عدم وجود توضيحات في هذا الجانب، في وقت تتم مصادفة منشورات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي لأطراف تدّعي قدرتها على التلاعب الإيجابي بمعلومات المنصة لصالح الطلبة مقابل مبلغ مالي محدد”.
من جهته قال حمزة الصغير، طالب بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “الأولوية اليوم هي إعادة النظر في هذه المنصة التي تخص اللغات، ولاسيما أن عددا من الطلبة يشتكون من مشاكل بخصوصها منذ مدة”.
وقلّل الصغير، في تصريح لهسبريس، من “تأثيرات استخدام هذه المنصة على إتقان الطلبة المغاربة اللغات الحية، بالنظر إلى أن الطريقة التي يتم العمل بها ليست فعّالة”، متابعا: “هناك كذلك من الطلبة من يرى أنه متمكن من اللغات الأجنبية ولا يحتاج إليها”.
كما لفت المتحدث إلى أن “النقاش لا يهدأ بين الطلبة المغاربة بخصوص هذه الآلية التي قيل إنها اعتُمدت من أجل رفع مستوى تمكنهم من اللغات الأجنبية، وحتى يكون المتخرجون من الجامعات ملمّين بها بما فيه الكفاية لولوج سوق الشغل”.
المصدر: هسبريس