كشفت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تفاصيل استراتيجيتها الرامية إلى التصدي للأخبار الزائفة والمضللة التي تستهدف صورة المغرب في وسائل الإعلام الأجنبية.
وأوضح وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد في معرض جوابه على سؤال كتابي للنائب البرلماني إبراهيم أعبا، أحدثت قسما للرصد والتحليل الإخباري بموجب المرسوم رقم 2.24.1143 الصادر في 11 أبريل 2025، يُعنى بتتبع صورة المغرب في الإعلام الدولي، وتحليل المحتوى المنشور، والرد على المغالطات، خاصة في ما يتعلق بالتواصل العمومي والحكومي. ويشكل هذا القسم إحدى الركائز التقنية الأساسية في مقاربة الوزارة المؤسساتية لمواجهة التضليل الإعلامي.
وأكد المهدي بنسعيد، أن الوزارة تعمل، وفق رؤية تشاركية، على تأطير ممارسة مهنة الصحافة من خلال مدونة الصحافة والنشر لسنة 2016، التي تضمن حرية الممارسة داخل إطار قانوني واضح، يقوم على الاستقلالية والمهنية. وشددت على أن هذا الإطار التشريعي يوفر أساسا قانونيا يواكب تطورات الممارسة الصحفية ويساهم في الحد من الانفلاتات، بما في ذلك نشر الأخبار الزائفة.
وسجلت الوزارة سعيها إلى تعزيز علاقاتها مع وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة بالمغرب لضمان تغطية مهنية ومتوازنة للقضايا الوطنية. وأشارت إلى أنه تم خلال السنة الجارية اعتماد 108 مراسلين تابعين لـ 63 مؤسسة إعلامية دولية، مع دعم الإنتاجات السمعية البصرية الموجهة للإعلام الدولي شريطة الالتزام بالمصادر الموثوقة.
وأشار بنسعيد إلى إطلاق منظومة للرصد الإعلامي تتبع الأخبار المتعلقة بالمغرب، مما يمكن من التفاعل السريع مع المضامين الزائفة وتصحيحها عبر الوسائل المتاحة. كما تعمل على تطوير أدوات رقمية لتيسير الوصول إلى المعلومة، بالتوازي مع إعداد برنامج وطني للتربية الإعلامية لتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الأخبار المضللة.
وشددت الوزارة على أهمية دعم الصحافة المهنية من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، بشراكة مع فاعلين أكاديميين ومهنيين، من أجل تمكينهم من أدوات التحقق والتعامل مع المعلومات بشكل دقيق ومسؤول. واعتبرت أن هذه المبادرات تساهم في تكريس أخلاقيات المهنة والحق في الحصول على معلومة صحيحة.
وذكر بنسعيد بمساهمة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في هذه الاستراتيجية، من خلال إطلاق منصات للتحقق من الأخبار، أبرزها “واش بصح؟” و”Vrai ou Fake” عبر بوابة SNRT News، والتي تتيح للمواطنين طرح الأسئلة وتلقي أجوبة بعد التحقق منها. وذكرت أن هذه الخدمة التفاعلية عالجت أكثر من 214 سؤالا حتى الآن.
وأضاف الوزير، أن وكالة المغرب العربي للأنباء بدورها تعتمد عدة آليات للتحقق من الأخبار، من بينها خدمة “SOS FakeNews”، التي تتيح تصحيح الأخبار المغلوطة استنادا إلى أدلة موثقة، إلى جانب ركن “الصواب من الخطأ” الذي انطلق خلال جائحة كورونا، ونُشر فيه نحو 300 قصاصة تصحيحية، بالإضافة إلى إنشاء مصالح خاصة بالتحقق من الصور وتحليل البيانات وتتبع الشبكات الإعلامية.
وسجل بنسعيد أن المعهد العالي للإعلام والاتصال يضطلع بدور مهم في هذا المجال، من خلال إدماج وحدات دراسية متخصصة في التحقق من الأخبار، وأخلاقيات المهنة، والتفكير النقدي، ضمن برامج التكوين. كما ينظم المعهد سنويا ورشات تكوينية لفائدة الطلبة والصحافيين، بالتعاون مع شركاء وطنيين ودوليين، إضافة إلى مشاركته في حملات تحسيسية لفائدة التلاميذ بالتعاون مع اليونسكو ومركز الأبحاث والتربية الإعلامية.
وأشار إلى أن الوزارة تعتمد على بواباتها الرقمية الرسمية، مثل maroc.ma وsahara.ma وmjcc.gov.ma، لنشر المعلومات الدقيقة والموثوقة التي تهم عددا من القطاعات، وذلك بهدف تمكين المواطنين من الوصول إلى مصادر موثوقة.
خلصت الوزارة في ردها إلى أن مواجهة الأخبار الزائفة تمثل مجهودا وطنيا جماعيا، يتطلب تعبئة كافة الفاعلين الإعلاميين والمؤسسات العمومية والهيئات التكوينية، ضمن رؤية مندمجة هدفها حماية صورة المغرب وتحصين المجتمع من حملات التضليل الإعلامي.
المصدر: العمق المغربي