من العاصمة الموريتانية نواكشوط قدّم أكاديميون وباحثون وفاعلون مدنيون ورسميون توصياتهم من أجل الحفاظ على حيوية اللغة العربية داخل القارة الإفريقية، وتنميتها، بعد أيام من فعاليات “المنتديات العربية الإفريقية للغة الضاد وآدابها” التي شارك فيها فاعلون من العالم ومختلف أنحاء القارة الإفريقية التي تتحدّث العربية، ومن بينها المغرب.
ومع تجديد “المجلس الأعلى للغة العربية في أفريقيا” ثقته في رئيسه حسب الله مهدي فضله، ونوابه الثلاثة فؤاد بوعلي، وصالح محروس محمد، وحسن عثمان سجال، دعا الموعد اللساني والثقافي مفوضية الاتحاد الإفريقي وجميع الحكومات الإفريقية إلى “بذل المزيد من الجهود في تطبيق رسمية اللغة العربية في دواوين الاتحاد الإفريقي، باعتبارها إحدى لغاته الرسمية، وكونها اللغة الوحيدة من بين لغاته الرسمية التي تعتبر لغة إفريقية، ولغة أما لعدد كبير من أبناء القارة الإفريقية”.
كما نادى الموعد حكومات الدول الإفريقية إلى “التعاون مع المجلس وغيره من الجهات الفاعلة في مجال نشر العربية، وتجديد دورها كلغة للتواصل الحضاري والثقافي بين مختلف أبناء القارة، مع إحياء الجهود لكتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي، كما هو الحال في إفريقيا قبل وصول الاستعمار”، مع دعوة “الجهات الخيرية ومختلف الشركاء” إلى “دعم المجلس في سعيه إلى بناء مقره في تشاد، وتمكينه من إنشاء مراكز ومؤسسات تعليمية تابعة له في مختلف الدول الإفريقية”.
وأوصت الفعالية ذاتها “المجلس الأعلى للغة العربية في أفريقيا”، والمؤسسات العاملة في خدمة اللغة العربية، بـ”زيادة العناية بالمحاضر والكتاتيب ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، باعتبارها من أهم وسائل نشر اللغة العربية في مختلف الدول الإفريقية”، و”تقوية التنسيق والتعاون بين المنظمات المعنية بأمر اللغة العربية في إفريقيا وخارجها، وتعزيز التكامل في ما بينها في إقامة البرامج والمشاريع المشتركة”.
كما أوصى الملتقى بـ”إقامة دورات تدريبية لمعلمي اللغة العربية والدارسين بها في مختلف التخصصات لتمكينهم من أداء دورهم الإيجابي في المجتمع”، مع تأكيده على “ضرورة الحفاظ على التراث العربي المكتوب باللغة العربية في إفريقيا ونشره وتطويره”.
ومن التوصيات “تعزيز الدور الحضاري والتنموي للغة العربية في إفريقيا، بإقامة مشاريع خدمية مجتمعية عبر مؤسساتها المختلفة، من أجل إبرازها كلغة علم وحضارة وتنمية وحياة عامة”، و”العناية بتطوير الوسائل التعليمية لنشر اللغة العربية بالاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال تعليم اللغات، كتطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنشاء تطبيقات تعليمية تتناسب مع بيئة المتعلمين في القارة الإفريقية”، و”العناية الخاصة بالأدب النسوي العربي في القارة الإفريقية، لتمكين الصوت النسوي الإفريقي المبدع من المشاركة الفاعلة في إثراء الساحة الأدبية”.
وناشد الموعد الإفريقي الحكومات العربية والإفريقية والإسلامية، والهيئات المختصة، مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، “العمل بجد من أجل تأسيس رابطة عالمية للغة العربية، تعمل على نشر لغة الضاد في العالم، والتمكين لها في محيطها الحيوي في البلاد العربية والإفريقية والإسلامية”.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للغة العربية في أفريقيا نظم بتعاون جمع مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومجلس اللسان العربي في موريتانيا، واتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، والمعهد الثقافي الإفريقي العربي في باماكو، ومؤسسات النهوض باللغة العربية في إفريقيا.
المصدر: هسبريس
