منتجات مجالية توثث مهرجان تافراوت
تحتضن مدينة تافراوت وجماعة أملن معارض للمنتجات المجالية وللصناعة التقليدية في إطار الأنشطة الموازية للدورة السادسة عشرة لـ”فستيفال تيفاوين”.
وتعرف هذه المعارض المحلية، التي تؤثثها أزيد من 110 تعاونيات تدير غالبيتها نساء قرويات، إقبالا كبيرا من طرف زوار تافراوت وساكنتها، في خطوة لها أثر إيجابي على المتعاونات، سواء في الجانب المتعلق بالتسويق أو كسب تجارب إضافية.
وتنشط غالبية التعاونيات العارضة بمهرجان “تيفاوين” في مجال السلاسل الفلاحية، خاصة أركان ومشتقاته وتربية النحل والأعشاب الطبية والعطرية والزيوت الأساسية والأعشاب المنسمة وغيرها من المنتجات التي تتميز بها جهة سوس ماسة، إضافة إلى قطاع الحرف المهنية وعلى رأسها الصناعة المعدنية والخزفية واللباس الأمازيغي والأثاث التقليدي ذو الطابع المحلي، إلى جانب عدة خدمات كطهو الخبز التقليدي بمختلف أنواعه وإعداد وجبات أصيلة خدمات لزبناء المعرض.
وحول هذه المعارض قال العربي عروب، رئيس الشبكة الإقليمية للاقتصاد الاجتماعي التضامني بتزنيت، إن التظاهرات الثقافية والفنية لها أثر إيجابي في الترويج للمنتوج المحلي وتسويقه.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، “بخصوص مهرجان تيفاوين وأسوة بدوراته السابقة، فإن هذه الدورة تتميز بتعدد أنشطتها وتعطش الزوار لاكتشافها، الشيء الذي ساهم بشكل كبير في توافد أعداد كبيرة منهم، وهو معطى تستفيد منه التعاونيات في تسويق منتوجاتها المجالية، تزامنا مع هذه التظاهرة الفنية التي تشهد رواجا تجاريا ليس فقط بسبب المعارض، بل أيضا بسبب الحركة الاقتصادية في المنطقة ككل، وهو ما يجعل منها فرصة موسمية تساهم في تنشيط مرحلة من مراحل الحياة بتافراوت”.
وتابع قائلا: “مهرجان تيفاوين له وقع إيجابي مهم على التعاونيات العارضة، سواء في الجانب المتعلق بالتسويق وتجديد الصلة بالزبناء أو على مستوى تبادل الخبرات والتعارف والتواصل مع الشركاء والمؤسسات الفاعلة في القطاع، كما أن المناسبة فرصة لاكتشاف السوق ومستجداته ومتطلباته لدى الفاعلين في العمل التعاوني”.
وأشار إلى أن العمل التعاوني استطاع أن يدمج المرأة القروية بعدما كانت في وقت سابق محرومة من أبسط فرص الشغل في مجال تطغى عليه هشاشة البنية التحتية وضعف المستوى المعيشي بشكل عام.
وإضافة إلى رهان الإدماج، أبرز عروب أن “الاقتصاد التضامني مكن المرأة القروية من اقتحام الإدارة والأخذ بزمام المبادرة المقاولاتية ودخول سوق الشغل في مجالات عديدة كانت حكرا على الرجال، وقد تجاوزته إلى الإبداع والتصنيع والتثمين والاستفادة من الدعم العمومي وغيرها من الأمور التي تمكنت منها المرأة، التي لم تعد تعيش في الهامش بفضل ولوجها العمل التعاوني”.
ولفت إلى أن الفضل في النتائج المحققة يرجع إلى المجهودات الكبيرة والمشتركة بين القطاع الوصي والمؤسسات المتدخلة وكافة الشركاء والتنظيمات، التي تروم تطوير المجال التعاوني وتنزيل السياسات العمومية المعمول بها في هذا الصدد، مشيرا إلى أن هذه الأطراف ساهمت جميعها في النتائج الإيجابية التي وصلت إليها التعاونيات اليوم مقارنة بالسنوات الماضية، خصوصا في الشق المتعلق بالمكننة ووحدات وآليات الاشتغال والتلفيف.
“ومن أجل العمل على الحفاظ على مؤشر تحسين الدخل والمردودية لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي أضحت تلعبه شركات التسويق وشواهد الجودة والمؤسسات المواكبة للتعاونيات، وهي جميعها أمور نشتغل عليها في الشبكة الإقليمية حتى نطمئن المرأة القروية المتعاونة على فرص التسويق محليا وخارجيا، إذ يكفي تبسيط بعض الإجراءات المتخذة من طرف بعض المؤسسات الشريكة حتى نتمكن جميعا من ضمان عيش محترم للمرأة القروية وجميع الفئات التي تشتغل في العمل التعاوني”، يقول عروب في ختام تصريحه لهسبريس.
المصدر: هسبريس