أعلنت حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، التابعة للحزب الاشتراكي الموحد، تضامنها الكامل مع مغني الراب جواد أسرادي، المعروف بـ”بوز فلو”، بعد وضعه رهن الاعتقال وتعميق التحقيق معه بسبب مضامين بعض أغانيه، مع رفض تمتيعه بالسراح المؤقت، معتبرة أن هذه الواقعة تعكس تراجعا مقلقا في منسوب الحريات العامة وحرية التعبير الفني بالمغرب.
وقالت الحركة في بيان تضامني، إن اعتقال الرابور الشاب يشكل “مؤشرا جديدا على التضييق الممنهج” على الأصوات المنتقدة، خاصة تلك التي تعبر بجرأة عن قضايا الشباب وهمومهم اليومية، محملة الدولة كامل المسؤولية عن ما وصفته بـ”المس غير المبرر” بحرية التعبير، ومؤكدة أن هذا الحق “دستوري وأصيل ولا يمكن تقييده”، وأنها ترفض اللجوء إلى المتابعات القضائية لتأديب الأصوات الفنية.
وطالبت الشبيبة الديمقراطية التقدمية، بإطلاق سراح “بوز فلو” فورا ومن دون شروط، ووقف جميع أشكال المتابعة في حقه.
واعتبرت، أن محاكمة رابور بسبب مضامين أعماله الفنية تأتي في سياق مقاربة أوسع تستهدف النشطاء والمدونين والفاعلين الشبابيين، مشددة على أن تقييد الإبداع ومنع الأصوات الفنية الجريئة لن يُسهم في إخماد نبض الشارع أو إيقاف إرادة الشباب في التعبير عن الواقع و”قول الحقيقة بجرأة”.
وأثار اعتقال الرابور “بوز فلو” جدلا واسعا داخل الأوساط الفنية، حيث عبر مغني الراب المغربي توفيق حازب، المعروف فنيا بـ“دون بيغ”، عن استيائه من استمرار متابعة واعتقال عدد من مغنيي الراب في قضايا ترتبط بمضامين أغانيهم، معلنا تضامنه مع الرابور “رائد” والرابور“بوز فلو”، بعد صدور حكم في حق الأول بعد مشاركته في احتجاجات “زد” ومتابعة الثاني بتهم تتعلق بالكلمات التي تضمنتها أعماله.
وقال دون بيغ، إن حرية التعبير حق مكفول بمقتضى الدستور ومن “حق أي شخص أن يعبر عن رأيه ما دام لا يعتدي على أحد أو يلحق ضررا بالغير”، مضيفا أن ما وصفه بـ“اعتقالات مغنيي الراب” أصبحت تتطلب إعادة تقييم ومسؤولية في تحديد الجهة التي تقف وراء هذا التوجه والغاية منه.
واعتبر دون بيغ، في “ستوري” عبر حسابه على موقع “انستغرام”، أن التركيز على متابعة فنانين بسبب كلمات في أغانيهم “أمر يفتقر للمعقولية” في ظل وجود ملفات أكبر وأولويات أوسع أمام القضاء، مشددا على أنه “لا يمكن أن نعود إلى مرحلة تُفرض فيها وصاية على ما يسمعه المغاربة أو يُملى عليهم نوع الفن المقبول”.
وأشار ذات المتحدث، إلى أنه بصفته شخصا درس القانون وكان يطمح في السابق إلى أن يصبح قاضيا، يشعر بـ“خجل كبير” إزاء ما وصفه بـ“العبث الذي أصبح يحيط ببعض المتابعات القضائية”.
وكانت المحكمة الزجرية بالدار البيضاء، قد أدانت مغني الراب حمزة رائد الجمعة الماضية، على خلفية مشاركته في احتجاجات مرتبطة بما يعرف بـ”جيل زد 212”. وحكمت عليه بشهر موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 2000 درهم، مع مصادرة هاتفه.
واعتبرت المحكمة، أن الأفعال المنسوبة إليه تندرج ضمن جنحتي التحريض والتجمهر غير المسلح، استنادا إلى الفصل 299/1 من القانون الجنائي والفصل 21 من ظهير 1958، بعد رفض الدفوع الشكلية لهيئة دفاعه.
وفي سياق متصل، أجلت المحكمة الابتدائية بصفرو جلسة محاكمة مغني الراب جواد أسرادي، المعروف بـ“Pause Flow”، إلى 27 نونبر الجاري قصد إعداد الدفاع.
ويتابع “بوز فلو” بتهم “إهانة هيئة منظمة” و”إهانة موظفين عموميين بأقوال وعبارات اعتبرت ماسة بشرفهم وشعورهم والاحترام الواجب لسلطتهم أثناء قيامهم بمهامهم” في مجموعة من أغانيه”.
وجرى الاستماع إلى المتهم من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قبل إحالته على النيابة العامة، التي قررت متابعته في حالة اعتقال احتياطي، فيما رفضت المحكمة طلب السراح المؤقت المقدم من دفاعه.
ويعاني أسرادي من أمراض مزمنة تستوجب متابعة طبية، وهو ما أكدت النيابة العامة أنه سيتم مراعاته داخل المؤسسة السجنية. وتمسك دفاعه ببراءته، معتبرا أن ما ورد في الأغاني يندرج في إطار حرية التعبير التي يضمنها الدستور، مؤكدا استعداد موكله لأداء كفالة مالية مقابل متابعته في حالة سراح.
المصدر: العمق المغربي
