اخبار المغرب

“ملتقى بنسليمان” يبحث أدوار الشباب في ابتكار حلول لتحديات التغيرات المناخية

إجماع على أهمية دور الشباب في رفع رهانات وتحديات التغيرات المناخية، بأدوار فاعلة ومساهمات وازنة، شهدَتْه الجلسة الافتتاحية لأشغال وفعاليات “الملتقى الدولي بنسليمان”، الملتئم اليوم الأربعاء 28 فبراير بجهة الدار البيضاءسطات، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تحت شعار “الشباب وتحديات التغيرات المناخية.. أية أدوار وأية مساهمات؟”.

في كلمة خلال الافتتاح الرسمي للقاء، الذي حضرته شخصيات وطنية ودولية وترأسَه سمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، قال إدريس الكراوي، رئيس جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية المنظمة للملتقى بشراكة مع مجلس الجهة، إن هذا الملتقى محطة دولية مهمة ضمن مسار الانتقال المناخي بالمغرب، مسجلا دلالة عقدِه “في قلب المدينة الخضراء مدينة بنسليمان بما يمنحُها أدوارا طلائعية ستُبوئها مكانة عالمية بفضل الأوراش الكبرى التي تواكب المسؤولية الدولية المغربية في مجال الانتقال البيئي والطاقي النظيف لصيانة الحياة السليمة مناخيا على وجه الأرض”.

وتابع الكراوي شارحا: “لهذا السبب بالذات نجتمعُ هنا اليوم بحضور ومشاركة فاعلة في هذا الملتقى الدولي من 250 شابة وشابا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، يمثلون قارات وبلدان إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا، وكذا شباب من جهة الدار البيضاء سطات”، مبرزا أنه “فرصة ليس فقط لتدارُس الموضوع وتبادل الخبرات في مجال حماية البيئة والمناخ؛ ولكن كذلك للإعلان فوق أرض المملكة المغربية عن إحداث “الشبكة الدولية للشباب من أجل الإعلان العالمي لحقوق البشرية” وتتويج الملتقى باعتماد “إعلان بنسليمان”.

رئيس جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية، التي تعد “مؤسسة ذات نفع عام” تتمتع بالصفة الاستشارية الخاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، أشاد بمشاركة وشراكة فاعلة مع مجلس جهة الدار البيضاء سطات، وبدعم الملتقى من قِبل وزارة الثقافة والشباب والاتصال والوكالة المغربية للتعاون الدولي ومجلس الجالية المغربية بالخارج وإقليم بنسليمان وجامعات الحسن الثاني بالدار البيضاء والحسن الأول بسطات وأبي شعيب الدكالي بالجديدة، فضلا عن مشاركة مجلس إدارة الإعلان العالمي لحقوق البشرية ووزارة التنمية المستدامة والانتقال الطاقي ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة”.

“لحظة قوية”

“تنظيم الملتقى الدولي لبنسليمان حول موضوع الشباب وتغير المناخ لحظةٌ قوية في تاريخ ومسار الإعلان العالمي لحقوق البشرية، إذ سينتج عنها إنشاء شبكة عبارة منظمة دولية غير حكومية من أجل الشباب الملتزم بالدفاع عن قضايا المناخ، والتي سيكون لشبابنا المغربي سواء المقيم هنا أو الذين يمثلون مغاربة العالم إسهام فاعل في ديناميتها”.

وشدد الكراوي على أن “المعنيين الأوائل بقضية المناخ وتحولاته، وبشكل أكثر إلحاحا، هُم الشباب أنفسُهم”، موردا أن ذلك يفرض نوعا من “التضامن ما بين الأجيال” لحفظ مستقبل الكوكب والحياة البشرية وتوفير سبل عيش في بيئة سليمة، وزاد بأننا “مُلتزمون بأن يُحمل مشعل الدفاع والمبادرة إلى مكافحة التغير المناخي من طرف الفاعلين الشباب”.

وختَم رئيس الجمعية المنظمة للملتقى بالتشديد على دلالة بالغة الأهمية، وفق تعبيره، يتم كل هذا فوق أرض مغربية يبقى “مصدر فخر واعتزاز” ومؤشرا جليا على استمرار التزام المغرب بالبيئة والمناخ قبل “كوب 22 مراكش”؛ بل إن نشاطه ومبادراته تمتد بوصفه الفاعل النشط في إفريقيا عبر مبادرات عديدة لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وقطاعات حكومية ومنظمات مدنية”.

إشعاع لإقليم طبيعي

بدوره، لفت سمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، المحتضِن لفعاليات الملتقى الذي تم على هامشِه “تدشين النصب التذكاري الذي يرمُز إلى البيئة بفضاء المركز الثقافي للمدينة”، إلى “أهمية احتضان مدينة بنسليمان” لحدثٍ دولي يناقش قضية راهنة تهدد عيش الأجيال الراهنة والمقبلة على السواء، مردفا بـ”الترحيب لاختياركم لهذه المدينة الخضراء التي أصبحت محطة دولية بدءا من اليوم”، وفق تعبيره.

وفي كلمة عامل الإقليم التي استشهدَتْ بمقتطف من الخطاب الملكي إلى المشاركين في “كوب 28” المنعقد نهاية العام الماضي في دبي، أضاف مؤكدا أن المغرب يواصل التزاماته المناخية والبيئية الدولية عبر تعبئة الشباب من مختلف الدول والقارات؛ وهو ما يمثله اختيار موضوع ملتقى بنسليمان في “سياق تحديات مناخية ضاغطة”.

وأوضح المسؤول الترابي ذاته أن “إسهام الشباب في رفع تحديات المناخ يسهم في التحسيس بالحفاظ على مناخ سليم”، لافتا إلى أن “هذا الحدث سيمكنُ إقليم بنسليمان من تعزيز جاذبيته كمركز طبيعي بامتياز؛ وهي الخاصية المعروفة عنه”، خاتما بأنه “سيمنح بنسليمان سُمعة عالمية”.

“تغير المناخ يعني الجميع”

من جهتها، أفادت كورين لوباج، الوزيرة الفرنسية السابقة للبيئة، رئيسة “الإعلان العالمي لحقوق البشرية” (la Déclaration Universelle des Droits de l’Humanité)، خلال حديثها من منصة الملتقى، أن “ما يجمُعنا هو المشترك بعيدا عن اختلافات الثقافات والديانات والجغرافيا، منبهة إلى أن خطر التغير المناخي يهدد “العيش والتنوع البيولوجي في كوكب الأرض باعتبارها المجال المشترك بين البشرية”.

وأشادت النائبة البرلمانية الأوروبية السابقة، المدافعة عن قضايا البيئة، بمبادرة الملتقى “تكوينَ شبكة سفراء شباب من أجل المناخ في إطار استمرارية الإعلان العالمي؛ ومن المهم جدا أن نضمَن العدالة الجِيلية ونعمل لصيانة الأرض مما يهدد مصيرنا المشترك”.

وقالت لوباج، التي حلت ضيفة على الملتقى، إن “المغرب بلد منخرط، منذ عقود حتى قبل انعقاد مؤتمر كوب 22 في مراكش التي تلتْ اتفاقات باريس المهمة للمناخ ومستقبل الكوكب”، معتبرة أنه لعِب ولا يزال دورا محوريا فاعلا في تنظيم استراتيجيات الانتقال البيئي والمناخي، لا سيما أنه يقُود مبادرات مناخية بيئية في قارة تعرف انفجارا ديمغرافيا وهمينة شبابية”.

الحديث من منصة الجلسة الافتتاحية للملتقى توالى ضمن كلمات مقتضبة ألقاها مسؤولون مغاربة وممثلون لوزارات ومؤسسات وقطاعات حكومية معنية بقضية الشباب والمناخ.

في هذا الصدد، لفت إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى أن “انخراط الشباب من مغاربة العالم في دينامية الانتقال البيئي خيارٌ استراتيجي أساسي للمجلس”، مبرزا أن كفاءات منهم بإمكانها الابتكار والتجديد في إبداع حلول مستدامة لقضايا إشكالية تهم المناخ في علاقته بالتنمية المستدامة”.

كما كانت وزارة الشباب والثقافة والتواصل ممثلة، نيابة عن الوزير محمد المهدي بنسعيد، بـ”مديرة قطاع الشباب” كنزة أبو رمان؛ فيما حضر الكاتب العام لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مع كلمة لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ألقتها كنزة الخلافي.

يشار إلى أن فعاليات المنتدى، الذي يستمر يوما كاملا، تضم “مائدة مستديرة حول موضوع “الشباب وتحديات التغير المناخي”، يتخللها “نقاش مع الشباب حول أدوارهم ومساهمتهم في مواجهة تحديات التغير المناخي”، وكذا نقاش مع الشباب المشاركين حول الإعلان العالمي لحقوق البشرية، قبل أن يُختم الملتقى باعتماد “إعلان بنسليمان”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *