اختتمت أشغال الملتقى الدولي حول “السياحة والجهوية بالمغرب”، الذي احتضنته جماعة أيت تكلا بإقليم أزيلال، السبت 14 يونيو الجاري بإصدار حزمة من التوصيات العملية التي تهدف إلى تحويل القطاع السياحي إلى رافعة حقيقية للتنمية الترابية المندمجة، لا سيما في المناطق الجبلية الهشة. الملتقى، الذي نظمه مختبر LERMA بجامعة القاضي عياض، خلص إلى أن تحقيق هذا الهدف يستدعي تبني مقاربة تشاركية وجعل الحكامة الترابية حجر الزاوية في أي استراتيجية مستقبلية.
وفي هذا الصدد، شدد المشاركون على ضرورة إشراك الساكنة المحلية في كافة مراحل تصور وتدبير المشاريع السياحية، معتبرين أن نجاح أي مبادرة رهين بمدى تبنيها من قبل الفاعلين المحليين. ودعا الملتقى إلى تقوية دور الهيئات المنتخبة والمجتمع المدني عبر تعزيز صلاحيات المجالس الإقليمية والجهوية للسياحة، وطرح فكرة تأسيس “مجالس محلية للسياحة” لتكون أكثر قربا من الميدان، وإنشاء مرصد جهوي متخصص لمواكبة التحولات ورصد الأثر.
وعلى صعيد تطوير المنتوج السياحي، أوصى الخبراء بضرورة الحفاظ على الطابع المعماري المحلي وتجاوز النماذج النمطية، مع التركيز على الخصوصيات الثقافية والمادية لكل منطقة. وأكدوا على أهمية إنشاء “علامة جودة” خاصة بجهة بني ملالخنيفرة وأخرى بموقع أوزود لتعزيز تنافسيتهما. كما حثت التوصيات على تأهيل الوحدات الفندقية للانتقال من التسيير العائلي إلى الإدارة الاحترافية، وخلق مسارات وأنشطة ترفيهية متنوعة لإطالة مدة إقامة السياح.
وإدراكا لأهمية الرقمنة، نبه الملتقى إلى ضرورة استثمار الوسائط الرقمية لتسويق الوجهات السياحية، واستخدام منصات مثل “Google Maps” و”TripAdvisor” كأداة لرصد انطباعات الزوار وتصحيح الاختلالات. وختاما، أكدت التوصيات على وجوب التعامل مع السياحة كقطاع مكمل للأنشطة الاقتصادية المحلية الأخرى، وليس كخيار وحيد، وذلك لضمان صمود المجتمعات المحلية في وجه الأزمات المحتملة، وحماية النظم البيئية الجبلية باعتبارها رأسمالا حساسا لا يقدر بثمن.
المصدر: العمق المغربي