عثر على رجل دين شيعي بارز مقتولا بالرصاص قرب مدينة حمص في وسط سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، في حين ندّدت هيئة دينية للمسلمين الشيعة في سوريا بما قالت إنه “اغتيال”.
وأفاد المرصد بأنه عثر على الشيخ رسول شحود، الأربعاء، “مقتولا” بالرصاص قرب مدينة حمص، وهو أول رجل دين شيعي يقتل في سوريا منذ سقوط حكم بشار الأسد في دجنبر.
وقال المرصد إن مسلحين “أطلقوا النار عليه بشكل مباشر” وهو في سيارته “بالقرب من حاجز للأمن العام” يقع عند أطراف مدينة حمص وقرية المزرعة التي يتحدّر منها الشيخ.
ونعت “الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت” في سوريا، في منشور على صفحتها في “فيسبوك”، الشيخ رسول شحود ليل الأربعاء.
وقالت الهيئة في بيان النعي، الذي وقّعه نائب رئيسها أدهم الخطيب، إن “اغتيال هذا العالم العامل، هو استهداف صريح لصوت الاعتدال والوحدة، ومحاولة يائسة لبث الفتنة وشقّ الصف الوطني والإسلامي”.
وأضافت الهيئة في بيانها: “إننا في الهيئة العلمائية ندين بشدة هذا العامل الغادر الجبان”، داعية “الجهات المعنية إلى كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء وملاحقة الفاعلين ومن يقف خلفهم لينالوا جزاءهم العادل”، بدون أن تحمّل مسؤولية قتل الشيخ لأي طرف.
وقال المرصد إن قرية المزرعة التي يتحدّر منها شحود، شهدت حالة من الغضب؛ إذ خرج السكان في تظاهرة لاستنكار الحادث مساء الأربعاء.
ومنذ سقوط بشار الأسد الذي كان مدعوما من إيران، في دجنبر، تعيش الأقلية الشيعية التي يبلغ عدد أبنائها نحو 300 ألف نسمة، يتوزعون خصوصا بين دمشق وأرياف حمص وريفي حلب وإدلب، في حالة من القلق.
وسارعت الأقلية الشيعية إلى تأييد السلطات الانتقالية، والتقى وجهاء منها مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في مارس.
وقبل مقتل العالم رسول شحود، لم تتعرض الأقلية لأي هجمات باستثناء بعض الحوادث القليلة.
وفي ذكرى عاشوراء قبل أيام، شارك المئات من الشيعة السوريين في مراسم في مقام السيدة زينب في دمشق تحت حماية قوات الأمن.
وأتت هذه الحادثة في وقت يتوقّع أن تنهي لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري التي وقعت في مارس وقتل فيها المئات من الأقلية العلوية، عملها الخميس.
وبعيد أحداث الساحل، اندلعت اشتباكات مع مقاتلين دروز في أبريل في محيط دمشق، أسفرت عن مقتل عشرات من الدروز، ما عزّز من مخاوف الأقليات.
وفي يونيو، أسفر هجوم انتحاري على كنيسة في دمشق عن مقتل 25 شخصا، اتهمت الحكومة تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذه، ما فاقم مخاوف الأقليات في سوريا، في وقت يشكل بسط الأمن في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه السلطة الجديدة.
وإلى جانب أعمال العنف على خلفية طائفية، يتهم سكان محليون قوات الأمن وفصائل مقربة من السلطات بارتكاب انتهاكات أخرى، بينها عمليات خطف يطال بعضها نساء علويات في الساحل، وإعدامات ميدانية متفرقة في مناطق مختلفة.
المصدر: هسبريس