يعيش عمال شركة “ألزا” للنقل الحضري بمراكش حالة من التوتر والقلق المتزايد، في ظل غياب أي تمثيلية مهنية تتولى الدفاع عن حقوقهم وتأطير علاقتهم مع الإدارة، وهو ما خلق شعورا عاما بانعدام الأمان الوظيفي، خاصة مع اقتراب حسم مصير عقد التدبير المفوض لقطاع النقل بالمدينة.
ويخشى العديد من الأجراء أن يؤدي هذا الفراغ التمثيلي إلى المساس بمكتسباتهم الاجتماعية والاقتصادية، أو حتى فقدان مناصب عملهم في حال حدوث أي تغييرات في إدارة المرفق، دون وجود صوت نقابي يمثلهم في أي مفاوضات محتملة.
وفي هذا السياق، صرح الحاقاني عبد الله، وهو أجير بالشركة منذ 16 عاما، لجريدة “العمق” قائلا: “إن غياب دور مندوب الأجراء داخل المؤسسة يجعلنا في وضع هش، ويجردنا من آليات الدفاع الجماعي عن حقوقنا المشروعة، سواء تعلق الأمر بالوضعية المهنية الراهنة أو بالمرحلة القادمة.”
من جانبه، أكد عزيز سدون، شغيل آخر بالشركة، أن هذا الوضع يدفع العمال إلى مواجهة الإدارة بشكل فردي، مما يعرضهم لضغوط نفسية ومخاطر مهنية.
وأضاف: “في غياب صوت يمثلنا، قد تصل الضغوط إلى التهديد بإنهاء العلاقة الشغلية. كما أن ضعف الوعي بأهمية التمثيلية، إلى جانب التخوف من ردود فعل المسؤولين، ساهم في إفراغ هذا المبدأ من محتواه الحقيقي”.
ويزيد من حدة هذه المخاوف، ما علمته جريدة “العمق” من مصدر موثوق، بأن مصير شركة “ألزا” لا يزال غامضا في مدينتي مراكش وطنجة، بينما تأكد خروجها من مدينة أكادير بعد تأهل شركتي “Autasa” و”Supratour” للمرحلة النهائية من طلبات العروض.
ويمثل هذا الوضع مصدرا إضافيا للقلق لدى الشغيلة، التي تجد نفسها في موقف ضعيف أمام أي تغييرات مرتقبة.
وشدد العمال على أن غياب آليات الحوار الاجتماعي لا يضر بمصالحهم فقط، بل يؤثر سلبا على مناخ العمل والإنتاجية والاستقرار داخل المقاولة، موجهين نداء عاجلا إلى السلطات الوصية للتدخل، والإنصات لنبض الشغيلة، والعمل على إيجاد حلول تضمن حقوق جميع الأطراف وتعيد التوازن الاجتماعي والمهني للمؤسسة.
المصدر: العمق المغربي