من المرتقب أن يحتضن المعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة، بين 24 و31 أكتوبر من سنة 2025، “المسابقة الدولية للبيانو لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم”، مؤكدا بذلك حضور المغرب “في المنصة الفنية العالمية، ودوره في الإبداع الموسيقي كمنارة فنية عالمية، ومختبر للإبداع الموسيقي”.
ولا تقتصر هذه التظاهرة على إبراز المواهب الموسيقية الشابة فقط، بل “تسهم أيضًا في تعزيز القوة الفنية الناعمة للمملكة عبر ترسيخ هويتها الثقافية، وانفتاحها على العالم”.
ويقول المعهد الأكاديمي للفنون إنه “بهذه الروح المتجددة تواصل المسابقة الدولية للبيانو لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم دورها في ترسيخ ريادة المغرب الثقافية والفنية، وإبراز وجهه الإنساني المنفتح على الحوار والتنوع والإبداع”، محتفلة سنة 2025 الراهنة بـ”بلوغها النسخة الخامسة عشرة والذكرى الثلاثين لتأسيسها، في محطة فنية وتاريخية مميزة”.
ومن المبرمج أن يُفتتح الحدث بحفل موسيقي تحييه نور عيادي، الفائزة بالجائزة الكبرى لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم سنة 2016 وعضو لجنة التحكيم الحالية، وذلك يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025.
ويشارك في دورة 2025 قرابة مائة متنافس من ست وعشرين دولة تمثل أربع قارات، ما يجعل من هذه النسخة لقاءً دوليًا يبرز التنوع الثقافي الحقيقي. كما تتشكّل المسابقة من فئتين: فئة المواهب الشابة المخصصة لتشجيع المبتدئين ودعم مسارهم الفني، وفئة العازفين المحترفين الذين يتنافسون أمام لجنة تحكيم مرموقة.
ويقول المعهد الأكاديمي للفنون إن الموسيقى تجسّد “أسمى أشكال اللغات الكونية التي تذيب الفوارق وتجمع بين الثقافات في انسجام تام”، وزاد: “المسابقة الموسيقية الدولية تتحول إلى فضاء عالمي تُلغى فيه الحدود الجغرافية، ويتحدث الفنانون جميعًا بلسان واحد هو لسان النوتات والعاطفة الصادقة. من طوكيو إلى باريس، ومن نيويورك إلى الرباط، يتوحد العازفون في شغفهم، وينسجون من اختلافهم سيمفونية إنسانية تُعبّر عن الجمال في أرقى صوره”.
ويتابع المعهد: “خارج خشبة العزف تمتد المسابقة لتصبح ورشة حقيقية للتبادل الموسيقي والمعرفي، حيث يلتقي العازفون لتقاسم الخبرات وتبادل التقنيات واستكشاف مدارس موسيقية متنوعة في آلة البيانو. فقد يستلهم عازف روسي من رهافة أسلوب عازف إيطالي، بينما ينقل موسيقي برازيلي إحساسه الإيقاعي المميز إلى زميله المغربي، فيتجلى من هذا التفاعل حوار فني راقٍ يوحّد الإبداع الإنساني في بعده الأجمل”.
ويورد بيان الموعد أن “البيانو، تلك آلة الحالمة التي تجمع بين الرقة والقوة والهدوء والصخب، هو رمز للتوازن بين التقنية والعاطفة في التعبير الموسيقي؛ فهو أداة تتجاوز حدود الزمن والثقافة، تسمح للفنان بأن يُحوّل الصمت إلى شعر موسيقي نابض بالحياة”، مردفا: “على مفاتيحه البيضاء والسوداء تتقاطع مشاعر الإنسان في أصفى تجلياتها، فيتحول العزف إلى حوار داخلي بين الفنان وذاته، وإلى لغة عالمية يفهمها الجميع دون ترجمة”.
ثم يختم المصدر ذاته: “تُظهر هذه المنافسة أن الإبداع الفني طاقة إنسانية مشتركة تتجاوز الحدود والانتماءات، وأن الجمال يمكن أن يولد في أي مكان من العالم، وأن الموسيقى حوار إنساني دائم يتغذى من التنوع. إنها دعوة للتواضع، للاعتراف بثراء الآخر، وللاحتفاء بالجمال في كل أشكاله وتعبيراته”.
المصدر: هسبريس