معهد أمريكي: لا مبرر لوجود بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية وترامب قد يسحب الدعم عنها

دعا تقرير حديث نشره معهد “أمريكان إنتربرايز” على موقعه الرسمي إلى إنهاء بعثات حفظ السلام التي فشلت في تحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن هذه البعثات تساهم في تبديد الموارد المالية وتغذي استمرار النزاعات بدلا من حلها.
وركز التقرير في تحليله على بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية (المينورسو) كمثال واضح على فشل هذه البعثات، حيث لم تتمكن من تحقيق أهدافها رغم مرور أكثر من 30 عاما على إنشائها وإنفاق مليارات الدولارات، فبعثة المينورسو التي أُنشئت في عام 1991 لتنظيم استفتاء بين الصحراويين لتحديد رغبتهم في الانضمام إلى المغرب أو إقامة دولة مستقلة، لم تتمكن من إجراء إحصاء للسكان أو تنفيذ الاستفتاء الذي كانت مهمتها تقتصر عليه، حسب المصدر ذاتع.
كما أشار التقرير الذي كتبه “مايكل روبن” إلى أن الولايات المتحدة، التي تعترف الآن بالصحراء المغربية كجزء من المغرب، ترى أن دعم الأمم المتحدة لهذه البعثات يشكل خيانة لمشاركة المغرب في اتفاقات “أبراهام”، وتطرح تساؤلات حول استمرار تمويل بعثة المينورسو في وقت تدعم فيه أمريكا السيادة المغربية على الصحراء المغربية.
وأوضح المصدر ذاته أن جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تمنع اللاجئين الصحراويين من العودة إلى المغرب، ما يزيد من تعقيد الوضع ويطيل أمد النزاع، وفي هذا السياق، اعتبر التقرير أن استمرار الأمم المتحدة في دعم هذه البعثات يعزز من شرعية البوليساريو ويطيل أمد المشكلة.
وتطرق المعهد الأمريكي المكرس للدفاع عن كرامة الإنسان إلى بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (MONUSCO)، مشيرا إلى أنها تكلف أكثر من مليار دولار سنويا، ولكنها فشلت في جلب السلام وسمحت للمجموعات المسلحة التي شاركت في الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994 بالاستيلاء على مخيمات اللاجئين وتحويلها إلى معسكرات إرهابية.
كما أشار التقرير إلى بعثة الأمم المتحدة في قبرص التي تدخل الآن عقدها السابع دون أن تحقق السلام، بل وفرت غطاء للمحتلين الأتراك لتنفيذ سياسات تغيير التركيبة السكانية في الجزيرة.
وبالتركيز على سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أشار التقرير إلى أن إدارة ترامب قد تكون على وشك سحب دعمها لهذه البعثات في إطار سياسة تقليص الإنفاق على الأمم المتحدة.
وأكد التقرير أن فريق ترامب قد يأتي مسلحا بأساليب تقليص أكبر بكثير من تلك التي كان يتبعها الرؤساء الأمريكيون السابقون، مما قد يعرض بعثات حفظ السلام التي لم تحقق نتائج ملموسة لخطر إنهاء نشاطها بشكل نهائي.
في ختام التقرير، دعا المعهد إلى إنهاء بعثات حفظ السلام التي لا تؤدي إلى نتائج ملموسة، مؤكدا على ضرورة أن تتوقف الأمم المتحدة عن دعم العمليات التي، في أفضل الحالات، لا تفعل شيئا، وفي أسوأ الحالات، تساهم في إشعال النزاعات.
المصدر: العمق المغربي