معركة “المكنسة”.. عندما تحالف الفرنسيون والإسبان لتصفية المقاومة المغربية
قال مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، بجامعة القاضي عياض، محمد بنطلحة الدكالي، إن معركة “المكنسة” التي تحالف فيها الاستعمار الفرنسي والإسباني هدفت إلى تصفية جيش التحرير المغربي، وفك الحصار عن الجيش الإسباني الذي كان يعاني في الساحل الجنوبي للمغرب.
وأضاف بنطلحة أن التحالف الفرنسي والإسباني جاء بعد إلحاق جيش التحرير المغربي مسنودا بزعماء كافة القبائل الصحراوية الجنوبية، أضرار بالجيش الإسباني، مما دفعهم إلى التفكير في التحالف في عملية مشتركة سميت بـ”المكنسة”.
وأوضح المتحدث، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 66 لمعركة الدشيرة البطولية بالصحراء المغربية، أن فرنسا حينها جندت حوالي 5000 جندي و600 مركبة و70 طائرة، كما قامت بتوفير الدعم اللوجيستيكي لحوالي 9000 جندي إسباني.
وكان الغرض من معركة “المكنسة”، وفق بنطلحة هو تصفية جيش التحرير المغربي ودفعه شمالا وفك الحصار عن القوات الإسبانية التي أصبحت شبه محاصرة في الحدود الساحلية الجنوبية، أي بسواحل بوجدور والعيون والداخلة.
ورغم ذلك، فقد بقيت مقاومة جيش التحرير المغربي بالجنوب المغربي تدافع بكل بسالة وما أوتيت من قوة دفاعا عن الثغور المغربية وعن العرش وعن مغربية الصحراء، معتبرا هذه الثوابت هي “الرباط المقدس الذي يجمع بين العرش والشعب من طنجة إلى الكويرة”.
واسترسل أن المقاومة وجيش التحرير بالجنوب المغربي لعبوا أدوارا بطولية وملاحم يذكرها التاريخ بمداد من الفخر والاعتزاز في إطار الالتحام بين العرش والشعب.
وأشار إلى أن جيش التحرير بالأقاليم المغربية الجنوبية كان مسنودا بكافة القبائل الصحراوية المغربية، وأنها وفرت له المؤونة والسلاح والمعلومات الاستخباراتية عن تحركات القوات الاستعمارية.
ومن الزعامات القبلية الوازنة، ذكر الأستاذ الجامعي، الحاج محمد العربي الركيبي، وأحمد ولد محمود ولد بيد الله، ومحمد بن إبراهيم الحسني، وابراهيم ولد سيدي يوسف، وسيدي أحمد ولد ماء العينين، وغيرهم كثير وفق كلام المتحدث.
ومن المعارك التي ألحقت فيها المقاومة وجيش التحرير خسائر للاستعمار الإسباني حينها، ذكر بنطلحة، معركة أم العشار التي كانت المنطلق لبداية عمليات جيش التحرير في الجنوب المغربي، يوم 6 يوليوز 1956، تم فيها القضاء على 25 من جنود الاحتلال الفرنسي.
وأيضا معركة أدرار بتاريخ 12 يناير 1957، التي عرفت على القضاء على العشرات من القوات الاستعمارية، فيها تم استشهاد 26 وأسر 44 مقاوم مغربي.
ومعركة الرغيوة التي استمرت حوالي ثلاثة أيام، بدأت يوم 13 فبراير 1957، ومعركة المسيد 22 فبراير 1957، وخلفت مقتل 12 جندي فرنسي، ومعركة الدشيرة 1958، ومجموعة من المعارك الأخرى التي حاصرت العدو الإسباني حينها، مما جعله يخطو خطوة التحالف مع المستعمر الفرنسي.
المصدر: العمق المغربي