السبت 15 نونبر 2025 03:31
يقدم معرض جديد بالدار البيضاء قضية الصحراء المغربية من منظور مؤلفات تنتمي إلى حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية، بلغات متعددة، هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية.
المعرض، الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، يقدم مؤلفات في التاريخ وعلم دراسة الإنسان، والوثائق المخزنية لبيعات وعقود الأقاليم الصحراوية المغربية، ومعاجم تاريخية، ومؤلفات أدبية، وتحليلات ثقافية، والتركيبة السكانية، وأعلام صحراء المغرب، وفن العيش بها، وتركيبات القبيلة، والتراث الثقافي الحساني.
ويقول المعرض الجديد إن الصحراء المغربية تقع “في ملتقى مسارات جغرافية حيوية، ربطت شمال إفريقيا بجنوبها، وبالمجال المتوسطي، والمحيط الأطلسي منذ انبثاق الحَدَث المرابطي، الذي شكل منعطفا تاريخيا في تأسيس الدولة المركزية بالمغرب، وامتداد آثار هذه الدينامية مع الدول التالية، إلى أن صار المغرب الكبير ممرا حيويا للمبادلات الدولية طيلة القرون الوسطى الإسلامية”.
وتابع المعرض: “إن الدمج التاريخي للمنطقة في جغرافيا العالم الإسلامي الواسع ترك آثاره على الصحراء الأطلسية على مستويات الثقافة والدين واللغة والاقتصاد وأنماط العيش وكذلك على المستوى الجيواستراتيجي، إذ صار التحكم في الصحراء ميدانا حيويا لصراع ممتد وطويل واجه فيه المغرب أطماع القوى الأجنبية منذ عصر التوسع الإمبريالي، فعصر الحركة الاستعمارية، وانتهاءً بصراعات القرن العشرين الطويل”.
ويذكر دليل المعرض أن “الصحراء إذا كانت بمكوناتها الجغرافية والبشرية موضوعا للتراث المحلي في مختلف تجلياته الصوفية والفقهية والأدبية والتاريخية، فإنها صارت أيضا قطبا جذابا للرحالة الأوروبيين في القرن التاسع عشر، الذين كتبوا عنها نصوصا تغذي المخيال الأوروبي برومانسية غموض الصحراء الآسر، ومباهج المغامرة في أرجائها. كما ألهمت العديد من كُتَّاب روايات الاستكشاف، وصولا إلى دراسات الإثنوغرافيين والجغرافيين التي أُجريت خلال القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين”.
ويبرز المعرض أبحاث العلوم الإنسانية والاجتماعية عن الصحراء المغربية التي “تُظهر تنوّعا في التخصصات والمقاربات المُستخدمة لتحليل الحياة المركبة للمجتمع الصحراوي: أبحاث عن النظام الاجتماعي القبلي، ودراسات اجتماعية وأنثروبولوجية عن البناء الثقافي والرموز واللغة، إضافة لأعمال عن الإنتاج الفكري أدبا وفقها وتصوفا ورحلات وغيرها”، علاوة على “الأبعاد البيئية والاقتصادية في دراسات مُعمّقة، ولا سيما فيما يتعلق بمواردها المائية ونظم الواحات وديناميكيات الرعي البدوي وآليات التحول نحو المجتمعات المدينية في فضاءات صحراوية”.
المصدر: هسبريس
