اخبار المغرب

“معرض الكتاب” يُقرب المغاربة من القراءة .. إنتاجات موقعة ولقاءات محفزة

توالت على مدى العقدين الأخيرين التقارير والمؤشرات والإحصائيات التي تضع المغاربة والعرب بشكل عام في خانة “غير القارئين”، من بينها تقرير التنمية البشرية لعام 2003، لمنظمة اليونسكو، الذي خلص إلى أن المواطن العربي يقرأ أقل من كتاب واحد في السنة، مبرزاً أن كل ثمانين فرداً عربياً يقرؤون مجتمعين كتاباً واحداً في السنة.

وخلال السنوات الأخيرة يمكن رصد محاولات لتغيير هذا الواقع والتأثير الإيجابي في هذه الأرقام التي تصدر بشكل مستمر وعن جهات مختلفة داخل المغرب وخارجه. وتتمثّل هذه المحاولات في إطلاق مجموعة من البرامج والمشاريع وتنظيم فعاليات ثقافية من طرف مختلف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بغرض تنمية الثقافة القرائية في المجتمع المغربي.

ومن بين هذه الفعاليات يبرز المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تُنظم، حالياً بالرباط، دورته الـ28، واستقبل، وفق آخر أرقام وزارة الشباب والثقافة والتواصل، 126 ألفا و893 زائرا إلى غاية الثامن من يونيو الجاري. ويطرح هذا الإقبال المتزايد سنوياً على هذه التظاهرة سؤال إمكانية إسهامها في تعزيز ثقافة القراءة لدى المغاربة.

إنتاجات موقعة

الكاتب والباحث المغربي يوسف توفيق يرى أن الفرص التي يبسطها المعرض الدولي للنشر والكتاب أمام الزوار بشكل عام، والقارئين بشكل خاص، تشكّل “بدون أدنى شك دفعاً نحو تنمية الثقافة القرائية لدى المواطن المغربي”.

وأضاف توفيق، في تصريج لهسبريس، أن المعرض يتيح للقراء فرصة الاطلاع على مختلف دور النشر المغربية والأجنبية ومنشوراتها الوفيرة والمختلفة عن قرب، فضلا عن لقائهم المباشر بالكتاب الذي يقرؤون لهم، مشدّدا على “أهمية اقتناء القارئ كتبا موقّعة من طرف أصحابها”.

القراءة بالنّسبة للباحث لا تعني الاهتمام بالكتب فقط بل تتجاوز ذلك لتشمل المنشورات التي تُصدرها العديد من المؤسسات والهيئات والجمعيات، التي لن يتأتى للقارئ الاطلاع على بعضها إلا في أروقة معرض الكتاب، مشيراً في الوقت ذاته إلى الدور الذي يلعبه برنامج أنشطة المعرض من ندوات ولقاءات فكرية تهم أغلب مواضيعها تعزيز ثقافة القراءة.

لقاءات محفزة

تتّفق رشيدة رقي، الرئيسة التنفيذية لشبكة القراءة بالمغرب، على أهمية هذه الأنشطة في ترسيخ ثقافة قرائية بالمجتمعات، معتبرة أن الكتاب مرتبط بالدينامية الفكرية في أي بلد، “أي إنه كل ما حضرت فضاءات للنقاش ولقاءات مع مثقفين وفاعلين كل ما كان هناك إقبال على الكتاب”.

وأشارت رقي، ضمن تصريح لهسبريس، إلى “لقاءات ضمن فعاليات المعرض ناقشت قضايا كبرى من بينها المدرسة العمومية، فضلا عن تخصيص رواق، لأول مرة خلال دورة هذه السنة، للمشروع الوطني للقراءة الذي يهدف إلى ترسيخ الفعل القرائي لدى التلاميذ والناشئين”، مبرزة أن شبكة القراءة بالمغرب منخرطة في هذا المشروع كفاعل مدني لإنجاحه.

في السياق ذاته، لفتت الفاعلة في مجال القراءة الانتباه إلى أهمية تحفيز زوار معرض الكتاب على الاهتمام بالكتب المغربية، وهو ما يتيحه تخصيص أروقة داخله لبعضهم كـ”رواق فاطمة المرنيسي”، فضلا عن الانفتاح على أنواع أدبية جديدة، كالأدب الكندي، باعتبار دولة كندا ضيفة شرف هذه النسخة، ثم الأدب الإفريقي.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *