بعد مسار حافل بالعروض في كبريات القاعات السينمائية، ومشاركته في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، يحط الشريط السينمائي “مطلقات الدار البيضاء” للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة الرحال أخيرا على الشاشة الصغيرة.

ومن المرتقب أن تبث القناة الثانية يوم الأحد المقبل الشريط في عرض تلفزيوني أول يتيح للجمهور المغربي متابعة هذا العمل الذي أثار نقاشا اجتماعيا واسعا.

الفيلم، الذي يمتد على مدى 114 دقيقة، كتب نصه السينمائي الكاتب والسيناريست عبد الإله حمدوشي، ويغوص في عمق الواقع الاجتماعي المغربي من خلال تسليطه الضوء على معاناة خمس نساء مطلقات من خلفيات مختلفة؛ من خلال قصصهن المتشابكة يثير قضايا تتعلق بالطلاق، وحضانة الأطفال، والنظرة المجتمعية للمرأة المطلقة، فضلا عن ثغرات في مدونة الأسرة، وغيرها من الإشكاليات التي تواجه النساء بعد الانفصال.

ويعتبر “مطلقات الدار البيضاء” من الأعمال القليلة التي تناولت موضوع الطلاق من زاوية نسائية وإنسانية، بشكل واقعي ودرامي في آن واحد، حيث نجح المخرج بنسودة في تقديم صورة مركبة ومعقدة عن هذا الواقع، دون السقوط في التبسيط أو الابتذال.

ونال هذا العمل دعم المركز السينمائي المغربي، ما مكنه من تنفيذ رؤية إخراجية متكاملة، شكلت أحد أبرز عناصر قوته الفنية.

الفيلم، الذي تتقاسم بطولته كل من بشرى أهريش ومونية لمكيمل، إلى جانب زينب عبيد ونادية العلمي والراحل محمد الشوبي، حقق إشعاعا دوليا مهما، تُوج بفوزه بأزيد من 26 جائزة في مهرجانات كبرى، أبرزها جائزتا “أفضل إخراج” و”أفضل إدارة ممثل” في المهرجان الدولي للفنون بأثينا، وجائزة “أفضل فيلم إفريقي” ضمن المسابقة الدولية لمهرجان السينما المستقلة في برشلونة، كما تم اختياره ضمن المسابقة الرسمية للدورة 74 من مهرجان كالكوتا الدولي، أحد أقدم الملتقيات السينمائية في العالم.

ولم تقتصر مشاركة الشريط على المحافل السينمائية المتخصصة، بل حضر أيضا في “سوق الفيلم” ضمن فعاليات مهرجان “كان” السينمائي الدولي، ما عزز مكانته كأحد الإنتاجات المغربية البارزة في السنوات الأخيرة.

وتشارك في هذا المشروع الفني عدد من الأسماء المعروفة على الساحة الفنية المغربية، من بينها نبيل عاطف، عبد اللطيف شوقي، يونس لهري، أمين بنجلون، جميلة المصلوحي، صونيا عكاشة، إلى جانب الفنانة سعيدة شرف التي تخوض من خلاله أولى تجاربها في مجال التمثيل.

ويأتي هذا العرض التلفزيوني لـ”مطلقات الدار البيضاء” كتتويج لمسار ناجح دوليا، وفرصة أمام جمهور أوسع لاكتشاف عمل يزاوج بين قوة الأداء وصدق الموضوع، ويعيد طرح أسئلة ملحة حول واقع المرأة المغربية بعد الطلاق، في قالب سينمائي يلامس الواقع دون أن يفقد لمسته الإبداعية.

المصدر: هسبريس

شاركها.