تعد عملية إعادة الهيكلة للتجمعات السكنية إحدى الركائز الأساسية لتحسين ظروف العيش والارتقاء بجودته لفائدة المواطنات والمواطنين الذين ما زالوا يرزحون تحت وطأة الهشاشة ومحدودية الخدمات الأساسية.
وفي هذا الإطار، تعرف جماعة الهراويين بإقليم مديونة عددا من التجمعات السكنية المهمشة التي تفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم ومظاهر العمران اللائق.
ورغم برمجة مشروع إعادة هيكلة الدواوير والتجمعات السكنية العشوائية منذ سنوات، ورغم استفادة جزء من الساكنة من بعض تدخلات هذا البرنامج، إلا أن الهدف الشمولي لهذا الورش لم يتحقق بعد بالشكل المطلوب.
إذ انصب جهد الجهات المعنية خلال المراحل السابقة على شق الطرقات وإزالة بعض البنايات العشوائية المتاخمة لها، دون معالجة الوضع البنيوي للساكنة التي تعيش في ظروف قاسية وغير إنسانية.
وقد تقدمنا، بصفتنا ممثلين للجماعة في إطار التمثيلية الانتخابية، بعدة مراسلات ومداخلات خلال دورات المجلس، نطالب فيها بـما يلي:
1. ضرورة المعالجة الجذرية لكافة التجمعات السكنية العشوائية داخل تراب الجماعة، وكشطها بشكل كامل ودائم.
2. تمكين الأسر والعائلات المقيمة بهذه التجمعات من حلول سكنية لائقة ضمن إطار حضري متكامل يستجيب لمعايير العيش الكريم.
3. إحداث مدينة جديدة بمواصفات عصرية داخل تراب الإقليم، تنسجم مع التوجه الوطني الرامي إلى الرفع من جاذبية المجال الترابي وتعزيز صورة المملكة عبر مشاريع كبرى تضاهي كبريات العواصم.
إن هذا التوجه سيمكن من تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها: تحرير المواطنات والمواطنين من دائرة البؤس والهشاشة، وتشييد مدينة متكاملة ومندمجة توفر خدمات حديثة وبنية تحتية لائقة، إلى جانب توسيع الوعاء الجبائي للجماعة وتحسين مواردها.
وتهدف هذه الاستراتيجية أيضا إلى خلق دينامية اقتصادية جديدة داخل الإقليم، و ضمان اندماج اجتماعي فعلي للساكنة المهمشة.
إن اللائحة طويلة لما يمكن أن يحققه هذا المشروع من مكاسب تنموية حقيقية، تجعل منه ورشا استراتيجيا لا يحتمل مزيدا من التأجيل.
وعليه، نلتمس الجهات الوصية التسريع بتنزيل هذا الورش وفق رؤية شمولية تضع المواطن في صلب الاهتمام، وتفتح آفاقا حقيقية للتنمية المستدامة داخل جماعة الهراويين وإقليم مديونة ككل.
المصدر: العمق المغربي
