مصحة النهار بمرتيل تنتظر أطباء اختصاصيين
مشاكل كبرى تتخبط فيها مصحة النهار بمدينة مارتيل، التابعة لعمالة المضيقالفنيدق؛ فقاصدوها مجبرون على التنقل صوب مراكز استشفائية أخرى في ظل محدودية المهام والخدمات المقدمة من طرف أطرها رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلونها.
وبينما خلدت إدارة هذه المصحة العمومية، قبل 3 أيام فقط، مرور سنة كاملة على افتتاحها، بحضور وفاء اجناو، المديرة الجهوية للصحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، التي أشادت بالمجهودات والمؤشرات الإيجابية المسجلة، تبقى المصحة أشبه بمركز صحي دون خدمات جراحية لمن يحجون إليها طلبا للعلاج، فلا يمر يوم دون نقل مرضى المدينة الساحلية إلى مستشفيات المضيق وتطوان أو طنجة، أو إلى إحدى المصحات الخاصة المتناثرة هنا وهناك.
افتتاح قبل الأوان
أعطى خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، انطلاقة خدمات مصحة النهار بمرتيل خلال شهر يوليوز من العام الماضي، حيث قيل حينها إن خلق هذا المرفق الصحي يأتي تنفيذا للتوجيهات الملكية المتعلقة بإصلاح وتأهيل القطاع الصحي، وفي إطار تطوير العرض الصحي لمواكبة تنزيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية، لا سيما المتعلقة بإرساء تغطية صحية شاملة وموحدة.
وأضافت الوزارة، في بلاغ لها، أن هذه المؤسسة الصحية العمومية أحدثت على مساحة إجمالية قدرها 26005 أمتار مربعة، منها 5494 مترا مربعا مغطاة، بطاقة استيعابية قدرها 34 سريرا، وبتكلفة إجمالية قدرها 89 مليون درهم.
وتتكون هذه المصحة النهارية، وفق البلاغ ذاته، من وحدات خاصة بالفحوصات الخارجية بطاقة 09 أسرة. وتشمل وحدة لأخذ العينات، وأخرى للفحوصات الطبية المتخصصة، ووحدة للترويض، ووحدة للكشوفات الوظيفية، ووحدة للاستشفاء.
في هذا الصدد، انتقد مصدر صحي غير راغب في كشف هويته افتتاح المصحة دون التوفر على الموارد البشرية الكافية والضرورية، واصفا الأمر بـ”الولادة قبل الأوان” التي تزيد من عبء الساكنة الباحثة عن التطبيب والاستشفاء.
صفر عملية جراحية
“اليد الواحدة لا تصفق”، مثل يلخص واقع الحال بمشفى مدينة مرتيل، خاصة بالنسبة للنساء المقبلات على الوضع عن طريق عملية قيصرية، والحال نفسه بالنسبة للحالات الجراحية، سواء في جراحة العظام والمفاصل أو الجراحة العامة، إذ لا يزال المركب الجراحي خارج الخدمة ينتظر تعيين أطباء رسميين، وهو ما يجعل حصيلة التدخلات الجراحية صفرا بعد عام على افتتاح المصحة.
وتظهر المشاكل المطروحة بمصحة النهار بجلاء، وفق مصدر صحي رفض كشف هويته، في النقص الكبير المسجل في الأطباء الاختصاصيين، خاصة الجراحة العامة وطب أمراض النساء والولادة وطب التخدير والإنعاش وجراحة العظام والمفاصل، في وقت تسابق فيه الأطر الصحية المتوفرة الزمن، خاصة بالمصالح الحيوية، مثل مصلحة المستعجلات وقسم الولادة ومصلحة الفحص بالأشعة السينية والتحاليل الطبية، لتلبية الطلب المتزايد الذي يبلغ ذروته في موسم الاصطياف.
من جانبه، قال مرافق مريض التقته هسبريس بمحاذاة بوابة الخروج من المصحة إن المستشفى في قلب المدينة الساحلية “بحاجة إلى من يعالجه أولا، قبل أن يكون مركزا لتقديم علاجات لساكنة مارتيل وزوارها”، مضيفا أن طاقته الاستيعابية لا ترقى إلى حجم الساكنة التي يفوق تعدادها 40 ألف نسمة وزارها الذين يقدرون بمليون ونصف مليون زائر خلال موسم الاصطياف.
وأبرز المتحدث ذاته أن “النقص في الكوادر الطبية المختصة بمستشفى النهار بمرتيل يرخي بظلاله على مستشفيات تطوان وطنجة، إذ تعمل سيارات الإسعاف على نقل الحالات المستعصية إليها”، مشددا على أن “الوضع الحالي يشلّ مشفى المدينة الساحلية التي تعد محجّا لساكنة المغرب والجالية خلال موسم الصيف، وتضاف هذه المحنة إلى مأساة غياب لوجستيك التدخل والمواكبة داخل سيارات الإسعاف التي تؤدي مهامها بعيدا عن المعايير المعمول بها”.
وفي وقت يحاول فيه مسؤولو وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعمالة المضيقالفنيدق تدارك النقص الحاصل على مستوى الكوادر البشرية المتخصصة من خلال برمجة أيام للاستشارة الطبية واستقدام أطباء من مستشفى محمد السادس بالمضيق، فإن “هذا الإجراء يبقى دون قيمة مضافة، فإذا حضروا اليوم من يتكفل بالحالات المستعجلة والحرجة غدا؟”، يتساءل المصدر نفسه.
المصدر: هسبريس