مسيرة “الربيع الأمازيغي” بمراكش تنتفض ضد “التهميش” وتذكر بمعاناة ضحايا الزلزال (فيديو)

بين هدير الحناجر ورفرفة الأعلام الوطنية والأمازيغية التي لامست سماء مراكش، خرجت مئات الأصوات الأمازيغية اليوم الأحد لتملأ شوارع المدينة بصدى الذكرى الخامسة والأربعين لـ”تافسوت ن إيمازيغن” (الربيع الأمازيغي)، الذي يُستحضر فيه نضال أمازيغ الجزائر في منطقة القبائل سنة 1980، مذكرين بمعاناة ضحايا زلزال الحوز وبعث رسائل لصناع القرار بشأن العدالة اللغوية والاجتماعية والاقتصادية لأبناء الهامش.
ورفع المشاركون في هذه المسيرة التي جابت شوارع مراكش انطلاقا من “باب دكالة”، شعارات ولافتات تطالب بإنصاف لغوي وثقافي حقيقي للأمازيغية، وتفعيل القوانين المتعلقة بها بشكل جدي، بدل “التسويف” الذي يطال هذا الملف، حسب تعبيرهم. منددين بـ”التراجعات الخطيرة” التي تعرفها الأمازيغية في مختلف القطاعات، ومطالبين بتسريع وتيرة إعادة إعمار مناطق الزلزال وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.
وبين هتافات المحتجين الأمازيغ وألوان الراية الأمازيعية التي زينت سماء المدينة، حذر ابراهيم إشوي، عضو اللجنة الوطنية لـ”تافسوت ن إيمازيغن”، في تصريح لجريدة “العمق”، من خطورة التراجعات التي تطال ملف الأمازيغية في مختلف المجالات، انطلاقا من الإعلام وصولا إلى التعليم.
وأوضح إشوي أن الاحتجاج اليوم يأتي في إطار “أرضية مطلبية واضحة تهدف إلى إيصال الصوت الأمازيغي إلى دوائر القرار”، مؤكدا أن الحركة الأمازيغية اختارت العودة إلى الشارع واستئناف النضال بسبب ما وصفه بـ”الانتكاسة الخطيرة” التي تعيشها الأمازيغية.
وأضاف المتحدث أن “غياب الإرادة السياسية الحقيقية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية داخل مؤسسات الدولة وسياساتها العمومية، أدى إلى تهميشها في الإعلام وضرب حضورها في المنظومة التعليمية”، معتبرا أن ما يحدث اليوم “ليس مجرد بطء في التفعيل بل انتكاسة حقيقية”.
ولم تغب المأساة التي خلفها زلزال الحوز عن خطاب إشوي، الذي وصف تعامل الدولة مع ملف إعادة الإعمار بـ”المشلول”، مشددا على أن هذه المسيرة هي أيضا صرخة أبناء الهامش ومتضرري الكارثة الطبيعية، داعيا إلى “الإسراع في تقديم الدعم المستحق للضحايا، والتعاطي الجاد مع معاناة الأسر المنكوبة، مع مراعاة الخصوصية الثقافية واللغوية للمنطقة”.
وأكد إشوي أن من مطالب المسيرة أيضا “إعادة النظر الجذرية في موقع الأمازيغية داخل الإدارة العمومية والقضاء ومؤسسات الدولة، وكذلك في البرامج والسياسات الحكومية الموجهة إلى المواطنين”، مشيرا إلى أن تحقيق الإنصاف اللغوي والثقافي هو شرط أساسي لبناء مغرب ديمقراطي منفتح على كل مكوناته.
من جهته، أكد منتصر أثري، الناشط الأمازيغي وعضو تنسيقية ضحايا زلزال الحوز، أن مشاركتهم في مسيرة “تافسوت ن إيمازيغن” جاءت لتخليد الذكرى الخامسة والأربعين للربيع الأمازيغي، وللتأكيد على مجموعة من المطالب التي ترفعها الحركة الأمازيغية، إلى جانب تبني ملف ضحايا الكوارث الطبيعية، وعلى رأسها زلزال الحوز.
وقال أثري في تصريح لجريدة “العمق”: “للأسف، بعد مرور عام وثمانية أشهر، لا تزال معاناة الأسر مستمرة داخل خيام بلاستيكية مهترئة، فيما تم إقصاء مئات العائلات من التعويضات بحجج لا أساس لها قانونيًا”، داعيا السلطات إلى الاستجابة لمطالب هؤلاء البسطاء، وإنصاف جميع الضحايا، وتعميم التعويضات على الأسر المقصية التي تستحق الدعم.
وختم بالتذكير بأن ذكرى الربيع الأمازيغي لا تنفصل عن التضحيات الجسام، مشيرا إلى أن هذه المناسبة ارتبطت بسقوط مئات الشهداء في منطقة القبائل بالجزائر.
المصدر: العمق المغربي